قالت مصادر وزارة داخلية حكومة حماس في قطاع غزة إن عبداللطيف موسى زعيم تنظيم السلفية الجهادية المسمى "جند أنصار الله" قد قتل إثر اشتباك بين مقاتلي التنظيم وعناصر أمن حماس. وقتل 22 شخصا على الأقل، من بينهم قيادي بارز في الجناح المسلح لحركة حماس، وأصيب نحو 125 آخرين، بينهم سيدة بجراح خطرة، في اشتباكات اندلعت بعد ظهر الجمعة، بين قوات الأمن التابعة لحكومة حماس المقالة، ومسلحين ينتمون لتنظيم السلفية الجهادية، في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وكانت الاشتباكات قد اندلعت في اعقاب أعلان مسئول جماعة ما يسمى 'بالسلفية الجهادية' بفلسطين الدكتور عبد اللطيف موسى، عن "ولادة إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس"، بدءًا من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وطالب موسى خلال خطبة الجمعة في مسجد 'ابن تيمية' برفح، المسلحين التابعين له بمبايعته على السمع والطاعة، بعد أن كال اتهامات وشتائم لحكومة حماس المقالة في قطاع غزة، مهددا رجالأ منها بالمقاومة في حال اقتحامهم للمسجد. وقال اسلام شهوان، المتحدث باسم الشرطة في غزة، لبي بي سي، إن محاولات جرت للتفاوض مع الجماعة لتسليم اسلحتها، لكن مسلحيها بادروا باطلاق النار على قوات الامن ما ادى الى اصابة اربعة منهم بجراح. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان، إن المسلحين تحصنوا في اعقاب انتهاء خطبة الجمعة في المسجد والذي يعد معقلا للتنظيم السلفي، وإن آخرين تحصنوا بمنزل قريب من المسجد، في وقت تدور اشتباكات عنيفة في محيط المسجد. وقال مصادر في حماس إن من بين القتلى محمد الشمالي، القيادي البارز في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس. وكانت مدينة رفح قد شهدت الجمعة حالة استنفار أمني، حيث قامت دوريات أمنية ثابتة ومتحركة تابعة لوزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة، بقطع الشارع الرئيسي المعروف باسم شارع صلاح الدين الواصل بين شمال وجنوب قطاع غزة، وتفتيش السيارات، والبحث في هويات المارة، كما قامت بنصب حواجز أمنية في الشوارع المؤدية لمسجد ابن تيمية في قلب مخيم رفح للاجئين. وأكد شهود عيان، أن خطبة موسى ركزت على إعطائه البيعة، و"الجهاد في سبيل الله وتطهير المجتمع من المنكرات المتمثلة بكثير من المستخدمات الحياتية"، ودعا إلى حمل السلاح وتجنيد الشباب في معركة "نصرة الإسلام وتمكين الشريعة الاسلامية من الحاكمية في قطاع غزة". ونسب الى شهود عيان، أن المسلحين الذين كانوا يلتفون حول الدكتور موسى لحمايته، كانوا يتمنطقون بأحزمة ناسفة. وفوجئ كثير من المصلين بخطبة موسى، بعد أن كانت الغالبية منهم تظن أن موسى ينتمي الى جماعة 'الكتاب والسنة ' وهي جماعة تتبع منهج السلف الصالح بالاحتكام الى كتاب الله وسنة النبي محمد، وترى في الخروج عن ولي الأمر معصية كبيرة وسببا أكبر في ضعف الأمة. وكان موسى في بداية انطلاقته نائبا لرئيس جمعية الكتاب والسنة ولكنه لم يصبر طويلا قبل أن يتبع الجهاديين الذين يطلقون على انفسهم 'اسم السلفية الجهادية' واستولى على مسجد ابن تيمية الذي بني وأسس على منهج ' سلفي' يدعو سلما الناس الى الرجوع والاحتكام الى كتاب الله وسنة نبيه محمد. ويوصف موسى في القطاع بأنه من رجال الخير والصلاح، وهو رجل دين وله مراجع فقهية قيمة. من جهته، قال الناطق باسم داخلية حماس في غزة إيهاب الغصين "إن عبد اللطيف موسى أعلن قيام إمارة إسلامية ويبدو أنه أصيب بلوثة عقلية'، مؤكدا أن الحكومة في غزة لن تسمح بعودة حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح. وتحدى موسى خلال خطبته حركة حماس اذا ما حاولت السيطرة على مسجد ابن تيمية الذي يقيم فيه، وقال "أوجه النصح لحكومة هنية وكم كنت أتمنى ان يكون بيننا، ولا تزال حماس في فسحة، وإذا اقتربت الحكومة من المسجد فان هلاكها اقترب..". وكانت مصادر اعلامية، قد أكدت بأن عبد اللطيف موسى، يحمي أحد المطلوبين للسلطات المصرية، وهو سوري الأصل وينتمي الى تنظيم الجهاد العالمي ويدعى ابو عبد الله المهاجر. وأكد شهود عيان، أن عبد اللطيف موسى دخل المسجد لصلاة الجمعة وبرفقته، مجموعة مسلحة تحميه، وعندما صعد المنبر، لم يطل في قوله حتى أعلن مدينة رفح "إمارة إسلامية"، وطالب أتباعه بالسمع والطاعة.