قبل وصول الرئيس المصري حسنى مبارك إلى العاصمة الأمريكية، للقاء الرئيس باراك أوباما، اعتبرت دراسة هامة تابعة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أجراها خبيران على صلة قوية بالإدارة، وبأصدقاء إسرائيل أن هذه الزيارة تمثل ما يطلق عليه "إنجاز مصري"، أعاد الدور المحوري والريادي للقاهرة. وتناول كاتب الدراسة "سكوت كاربنتر" و"ديفيد شنكر" ما يريانه تغييرًا في أولويات الإدارة الأمريكية تجاه مصر ودورها الإقليمي. ويرى الكاتبان أن إدارة أوباما تخلت عما نادت به الإدارة السابقة من ضرورة الإصلاح السياسي وتحسين سجل حقوق الإنسان وتحقيق تطور ديمقراطي في مصر، مقابل أن تقوم القاهرة بدور نشط فى احتواء التهديد الإيراني وتطوير عملية السلام بين العرب وإسرائيل. وبحسب صحيفة "الشروق" المصرية، يعكس انعقاد القمة تطورا في العلاقات المصرية - الأمريكية منذ قدوم أوباما للحكم، ويعد إنجازًا كبيرًا لمصر. وأشارت الدراسة إلى أن الحكومة المصرية تبنت عدة خيارات إستراتيجية فيما يتعلق بإيران وعملية السلام العربى- الإسرائيلي لخدمة الأمن القومي المصري، وأن إدارة أوباما ترى في الخيارات المصرية ما يخدم فى الوقت نفسه العلاقات بينهما. وترى الدراسة أن "استمرار الضغط المصرى على حركة حماس عن طريق وقف التهريب من سيناء لقطاع غزة، إضافة لمنع حصول حماس على المزيد من الأموال، يعكس أهمية دور مصر فى هذه القضية". وفيما يتعلق باحتواء إيران، أشارت الدراسة إلى عمليات القبض الأخيرة على خلية تابعة لحزب الله في مصر، لبيان أهمية الدور المصري في هذا الخصوص. وأشارت الدراسة إلى صعوبة قياس نجاح الزيارة وذكرت الدراسة أنه بخلاف احتمال استضافة مصر لمؤتمر سلام آخر يعقد بشرم الشيخ، لم يتضح ما تتوقعه الإدارة من مصر تحديدا حتى الآن. وأوضحت الدراسة أن الإدارة الجديدة لا ترغب في المخاطرة بخسارة التعاون المصري الاستراتيجي في ملفي حماس وإيران. إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن توقيت الزيارة الذي يجىء قرب حدوث عملية تغيير "فى الحكم" داخل مصر، سيكون هو التوقيت الجيد لتتحدث الإدارة مع الرئيس مبارك عن قضية طريقة الحكم في مصر بطريقة جادة، وأقل علنية. وبحسب الدراسة فإن واشنطن عادت للاعتماد على القاهرة بديلا عن المملكة العربية السعودية، التي اعتمدت عليها بصورة كبيرة إدارة الرئيس جورج بوش، ولكن السعودية بدت غير قادرة على التعاطي مع المبادرات الأمريكية، وضعفت قدرتها على اعتماد ملفات الشرق الأوسط المهمة مثل محاصرة إيران والصراع العربي – الإسرائيلي، على حد قول الدراسة.