تركزت الانظار على نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة المصرية يوم الثلاثاء بينما استمر الناخبون في الادلاء بأصواتهم لليوم الثاني والأخير فيما تشير التوقعات إلى أن الانتخابات ستسفر عن تنصيب قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي رئيسا جديدا للبلاد، طبقا لتقرير "رويترز". ومع اعتبار فوز السيسي أمرا محسوما تتركز الانظار في الداخل والخارج على نسبة المشاركة في التصويت كمؤشر مهم لمدى التأييد الشعبي الذي يحظى به السيسي. وينافس السيسي في الانتخابات السياسي اليساري حمدين صباحي. وسعيا لزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات قررت الحكومة مساء الاثنين أن يكون يوم الثلاثاء عطلة عامة لمنح المواطنين فرصة أكبر للمشاركة في التصويت كما قررت مد فترة التصويت ساعة حتى العاشرة مساء (1900 جمت). وكالت وسائل الإعلام المحلية المؤيدة للحكومة الانتقادات للناخبين لعدم التصويت بأعداد كبيرة في الانتخابات وتلقى مصريون رسائل نصية على هواتفهم المحمولة تذكرهم بغرامة التخلف عن الإدلاء بالأصوات. ووصف معلق تلفزيوني شهير الناخبين الذين امتنعوا عن التصويت بأنهم "خونة خونة خونة". ويبدو الاقبال على هذه الانتخابات أقل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت بعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك في 2011 عندما وقف الناخبون في صفوف بالمئات امتدت عبر الشوارع المؤدية لمراكز الاقتراع. وعند فتح مراكز الاقتراع الساعة التاسعة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء لم يكن هناك اي ناخب في بعض اللجان الانتخابية بالقاهرة. ودعا السيسي الناخبين إلى النزول والمشاركة في الانتخابات بأعداد كبيرة. ويحق لأكثر من 53 مليون ناخب الادلاء بأصواتهم في الانتخابات المتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها السيسي. وعلى صفحة السيسي على فيسبوك وضع معجبون مئات من صورهم وهم يرتدون قمصانا عليها أعلام مصر أو تعليقات وطنية وعلى أصابعهم الحبر الفوسفوري الذي يبين أنهم أدلوا بأصواتهم. ورفع آخرون لافتات عليها عبارة "تحيا مصر" شعار السيسي. وفي بعض اللجان الانتخابية ردد أنصار السيسي الاغاني ورقصوا على أنغام أغنية كتبت خصيصا لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم. لكن الشباب المصري من الجيل الذي قاد انتفاضة عام 2011 غاب في بعض الأحيان عن طوابير التصويت. وقال طبيب الأسنان عدنان الجندي (54 عاما) وهو يقف في طابور في انتظار دوره للادلاء بصوته للسيسي في حي الزمالك الراقي بالقاهرة "سأعطي صوتي للسيسي لاننا بحاجة للتخلص من الاخوان المسلمين... وهو سيعمل على تحسين الامن والاقتصاد." واختفت جماعة الإخوان المسلمين -التي حلت في المركز الأول في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي اجريت عقب اسقاط مبارك- من الساحة السياسية بعد حملة قمع أدت لمقتل المئات من أنصارها وايداع الالاف في السجون. وقال كل الواقفين باستثناء واحد في طابور لجنة الزمالك للادلاء بأصواتهم إنهم سيختارون السيسي. فقد قال محمد خضر الذي يعمل مخرجا سينمائيا وعمره 34 عاما "ليس من الصواب اختيار رجل عسكري كرئيس بعد الثورة." وشكت حملة صباحي من مخالفات كثيرة منها اعتداءات جسدية على مندوبين وتدخل الشرطة والجيش في اليوم الاول من التصويت. ووصفت الحملة الانتخابية لصباحي الاقبال على التصويت في اليوم الأول يوم الاثنين بانه "متوسط وأقل من المتوسط في بعض اللجان." وكانت جماعة الإخوان المسلمين دعت إلى مقاطعة الانتخابات فيما وصف بعض المصريين الانتخابات بأنها اهدار للوقت. وقال الخباز وائل شوقي (24 عاما) وهو يسحب أرغفة الخبز المدعوم من فرن أحد المخابز بحي امبابة "المرشحين مفروضين علينا. مش عايز اي واحد منهم." وقال آخرون إن مصر تحتاج لرجل قوي. وقالت دعاء محمد وهي أم لطفلين عمرها 34 عاما "هو قائد الجيش ومحترم. لا هو فاسد ولا حرامي وعشان كده صوتي له." وقدمت وسائل الإعلام المملوكة للدولة ورجال أعمال مؤيدين للسلطات المدعومة من الجيش صورة مختلفة. وكتبت صحيفة الأهرام الحكومية عنوانا يقول "المصريون يصنعون التاريخ" مع صورة لصف طويل من الناخبين الذين يقفون انتظارا للادلاء بأصواتهم. وكتبت صحيفة المصري اليوم المستقلة "المصريون يختارون الرئيس ويعلنون نهاية الإخوان". وتشترك قوات كبيرة من الجيش والشرطة في تأمين العملية الانتخابية. وتضع بعض عناصر الأمن خارج مراكز الاقتراع أقنعة سوداء على وجوهها بينما تقف عناصر شرطية بملابس مدنية. وقالت وزارة الداخلية في صفحتها على فيسبوك إن انفجارا وقع في حي مصر الجديدة بشمال شرق القاهرة يوم الثلاثاء لكن لم يسفر عن إصابات أو خسائر مادية. وأضافت أن الانفجار "محدود ناتج عن عبوة بدائية متوسطة الحجم (وضعت) وسط مخلفات." ومن المقرر إعلان الفائز رسميا في موعد أقصاه الخامس من يونيو حزيران القادم لكن النتائج على مستوى اللجان الفرعية قد تعرف يوم الاربعاء.