مع قدوم العام الجديد، يبدأ الكثيرون بالتفكير في الأمور التي يجب عليهم فعلها أو عدم فعلها لضمان تحقيق نجاح أكبر هذا العام. وقد تمتلئ صفحات المجلات بالمقالات الداعية إلى ضرورة اتخاذ قرارات مفصلية خلال مطلع العام، غير أن الطريقة التي ستتعامل بها مع هذه القرارات هي الأهم. لكن إحداث التغييرات في حياتك والسعي وراء أهداف جديدة، يعد أمرا غير سهل أبدا ويتطلب إيمانا عميقا بالنفس وبالمستقبل. لذلك فإن تحقيق ما تريده خلال عامك المقبل، سيتطلب منك فعل 4 أمور رئيسة، ربما لم يسبق لك فعلها من قبل، وذلك بحسب ما نشرته مجلة "فوربس" في عددها لهذا الشهر: 1. كن مرنا عند تعاملك مع التحديات التي تعترض سبيلك. فإن استمريت بفعل ما كنت تفعله دائما، فإنك ستستمر بالحصول على النتائج نفسها دائما. 2. اغتنم الفرص، متخليا عن الشعور بالأمان تجاه المعلوم، في سبيل المجهول. 3. ثق بأنك قادر على تحقيق أي أمر، ولا تقلل من شأن نفسك. 4. لا تستسلم للسلبية أبدا، مهما كان الآخرون متشائمين. وتابعت "فوربس": من المؤكد أنك حين تحدث نقلة نوعية في حياتك المهنية، أو تعمل على تطوير أي جانب من جوانب حياتك، فإن درجة معينة من الخوف حول ما سيجلبه التغيير عليك، تعد أمرا طبيعيا ولا مفر منه. كما أننا نفضل الإلمام بكل الأمور من حولنا، والشعور بالأمان تجاه خططنا التي نضعها بناء على مستقبل يمكن التنبؤ به. وقد نشعر بعدم الارتياح عندما نصبح أقل قدرة على تنبؤ المستقبل، لكن في الحين الذي تدفعنا فيه مخاوفنا إلى البحث عن المزيد من الأمن، فإن هذه المخاوف قد تؤدي إلى نتيجة عكسية إن سمحنا لها بإدارة حياتنا. فقد يغرقنا الخوف في عالم من الشكوك الذاتية، ويدفعنا للبقاء في وضعنا الراهن مع الشعور بعدم الرضا أو الاستياء. هذا هو سبب بقاء الكثير من الأشخاص في وظائف يكرهونها. ويجب أن تثق بأنك قادر على استيعاب أي تغيير قد يحدث في المستقبل، وعندها ستجد نفسك أمام عالم جديد من الفرص. ولا يعني ذلك بأنك لن تشعر بالقلق من حين لآخر، حول كيفية التعامل مع التحديات، لكن ذلك سيحررك لتصبح قادرا على اتخاذ قرارات وإجراءات مختلفة، بصرف النظر عن الغموض الذي يرافق هذه التحديات. ولا تنس بأن مقاومة التغيير والحذر لن يجعلانك أكثر أمنا، بل على العكس تماما. فالخوف من الأخذ بالمجازفة لإحداث التغيير المطلوب نحو مستقبل أكثر إلهاما، بسبب الشعور بعدم الراحة النفسية وعدم اليقين، ليس بالسبب الكافي أبدا. إن كل أمر مجد نسعى إليه، قد ينطوي على مستقبل خال من أي ضمانات. لكن هناك أمر واحد يمكن التأكد منه: وهو أن عدم اعتناق التغيير والمجازفات والبقاء على وضعك الراهن، لن يجلب لك المزيد من الأمان أو السعادة على المدى البعيد، بل سيتركك في حالة من الفراغ والقلق وعدم الراحة.