مع عودة الدراسة وتوجه مئات الآلاف من الطلاب والطالبات للمدارس هناك فئة منهم خاصة الصغار غالباً ما يشعرون بالخوف من المدرسة والرهبة منها، ويرفضون دخولها بحجج مختلفة ويطلبون الجلوس مع أمهاتهم في المنزل كي يشعروا بالأمان والطمأنينة. ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يشعر الأهل بالقلق، وتتملكهم الحيرة في طريقة التعامل مع الحالة . "الرياض" طرحت تساؤلها على الأخصائية النفسية الأمريكية "ماري جونسون" والتي تعمل في أحد المراكز الطبية في ولاية بنسلفينيا وقد أجابت بالقول "ليس مدهشا أن يشعر بعض الأطفال وخاصة الصغار منهم بالخوف من المدرسة، فهناك العديد من الكبار الذين يشعرون بالخوف إزاء كثير من الأشياء، والأطفال عادة يحسون بالخوف والرهبة من بعض التفاصيل الحياتية او الحالات ولحسن الحظ لا تدوم طويلا تلك المخاوف، ولا يكون عادة لدى الأطفال قبل بلوغهم عامهم السادس أي شعور بالخوف من تغيير نمط حياته اليومية، ولكن نمو خيالهم وقدرتهم على توقع ما يمكن أن يحدث يجعلهم يجمعون في أذهانهم كل الصور المخيفة عن تغيير المكان، وفي حالات عديدة يرتكز الخوف على تجربة حقيقة كأن يكون قد شاهد شقيقه او شقيقته يبكيان وهما في طريقهما للمدرسة، وفي أحوال أخرى يكتسب الطفل الخوف من المدرسة عندما يرى إخوته أو أبناء الجيران يخافونها هم أيضاً. الشعور بالقلق وتضيف الاخصائية "ماري" إذا كان الطفل طبيعياً وعادياً في مجالات عديدة أخرى لكنه يشعر بالخوف في طريقه للمدرسة فانك عندها لست بحاجة للشعور بالقلق، أما إن كان متعلقاً بشكل غير عادي ومن الصعب التعامل معه أو انه يخشى خوض غمار أية تجربة جديدة فان ذلك ربما يعكس إحساسه بعدم الأمان. وتقول: إلى حد ما نحن نشجع أولادنا على الاحساس بالخوف من العالم الذي يعيشون به وذلك شيء جيد أيضاً، فنحن نعلمهم أن يحذروا الغرباء وان يلتزموا بتعاليم وإشارات المرور عند السير في الشارع، ونحن أيضاً نحذرهم من مخاطر عديدة والتي هي جزء من حياتنا اليومية، وربما يتحول الخوف من المدرسة الى مشكلة مؤرقة عند موعد النوم وربما يرفض الطفل الذهاب الى فراشه لأنه لا يريد أن ينام استعداداً ليوم جديد من ضمن عمله الذهاب للمدرسة ويلاحظ كما يقول الخبراء إن عدم الاستغراق في النوم بسرعة فانه ربما يجمع في خياله جميع المخاوف للأشخاص الغرباء. الشعور بالامان وأشارت إلى أنه ربما يستيقظ أيضاً في منتصف الليل عندما يكون جميع من في المنزل يغرقون في النوم ويكون المنزل مظلماً وكذلك يستيقظ عندما يرى حلما مخيفاً، متصوراً أن ذلك راجع لشعوره بالخوف من المدرسة، وأن كان الطفل يعيش في أسرة يؤمن أفرادها بالأساطير والخرافات فانه ربما يصبح خائفاً فعلاً من تصوراته وافكاره، ولكنك في أغلب الأحوال لست بحاجة لاعتبار إحساس ابنك بالخوف من المدرسة ظاهرة غير طبيعية ومخيفة، وقبل كل شيء لست بحاجة للشعور بالذنب بشأن طريقة تربيتك وتنشئتك لطفلك، ولكن لسوء الحظ يلام دوماً الأهل عندما يبدي أولادهم أية مخاوف أو مشاكل في السلوك، مما يؤخر علاج مشكلة الخوف من المدرسة لدى الأطفال لأن اهتمام الأهل بالمشكلة بالذات أكثر من التفكير في أسبابها وكيفية علاجها، ومن المفروض في الحالة هذه أن نعود أطفالنا على الشعور بالأمان عندما نصطحبهم عدة أيام للمدرسة، وبعدها نتركهم ليقوموا بهذه المهمة بأنفسهم، مؤكدة على أن الخبراء في مجال تربية الأطفال يؤكدون أن أفضل علاج لأي نوع من الخوف لدى الأطفال يكون سهلاً إن عرفت أسبابه جيداً، وإن قبل الأهل شخصية الطفل على ما هي عليه، وعلى العكس من ذلك فان إبداء القلق الشديد فقط بشأن مخاوف الطفل من المدرسة يزيدها حدة وسوءاً.