اعتبرت رئيسة وحدة رياض الأطفال بمكتب التربية والتعليم وفاء عسيري أن الطفل غير المشبع بالحنان أكثر عرضة للتحرش الجنسي، مؤكدةً أن التحرش قد يكون لفظياً مثل التلفظ بألفاظ جنسية أمام الطفل، أو مس المناطق الخاصة للطفل، أو اللمسة غير الآمنة في جميع أجزاء الجسم، أو السماح للطفل بمشاهدة مقاطع أو صور إباحية. جاء ذلك طبقا لتقرير نشرته "سبق"، وفيما يلي التفاصيل: أضافت وفاء العسيري أن "الآثار الجسدية التي تظهر على الطفل المتحرش به أو المعتدى عليه تكون واضحة بالكشف الطبي، أما الآثار النفسية فتظهر من خلال تغيير الحالة المزاجية، واضطراب في السلوك، أو عدوان، وتبول لا إرادي، وظهور سلوكيات تحمل معاني جنسية، كما أن تعرض الطفل للتحرش في الصغر، وخصوصاً من المحارم يحدث عنده خللاً في المفاهيم والقيم والثوابت". جاء ذلك تزامناً مع بدء انطلاق الأسبوع التوعوي حول التحرش الجنسي للأطفال الذي ينفذه المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة مع بداية الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي، ويستمر ثلاثة أيام متتالية من خلال استضافة وفاء عسيري عبر الهاتف المجاني 8002494444 وموقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh للرد على أسئلة المتصلين بخصوص كيفية الوقاية من التحرش الجنسي عند الأطفال، وغير ذلك من المواضيع ذات العلاقة. وعن دور إدارة المدرسة والمرشد الطلابي في الحد من هذه الظاهرة أجابت وفاء عسيري أنه "يجب عدم إغفال أي شكوى من أي طالب في المدرسة، سواء من المرشد أو المدير أو المعلم، والتوعية بطرق الوقاية من التحرش إذا تعرض الطفل لأي نوع من أنواع التحرش، حيث إن هناك ثلاث خطوات معروفة، وهي (قل لا بصوت عالٍ، اترك المكان، وبلغ من تثق فيه)، إضافة إلى أهمية تقديم المحاضرات التوعوية عن الحماية الجسدية للأهل وللطلبة، وتوفير الكتب التوعوية الخاصة بالحماية الجسدية وترجمتها للعربية، وعدم استقبال البنت أو الولد من عمر أربع إلى 15 سنة بمفردهم مع السائق في المدرسة، ولا بأس إذا كانوا أكثر من اثنين". كما شددت وفاء عسيري أن "دور وسائل الإعلام مهم جداً من خلال تقديم البرامج التوعوية للأطفال والمراهقين، وتوضح كيفية الحماية الجسدية وضرورة تحديد أعمار الأطفال المسموح لهم بمشاهدة الأفلام والإعلان خلال عرض تلك الأفلام عن العمر المسموح به للمشاهدة، وعرض برامج مقدمة للأطفال تساعدهم على الإفصاح عند تعرضهم للمشكلة". وقالت: "يجب على المربين (البيت والمسجد والمدرسة) نشر ثقافة أساسيات الحماية الجسدية التي تتحقق بعدم السماح للأطفال بالمبيت عند الأقارب، وعدم ترك الأطفال مجتمعين بمفردهم، وعدم السفر وترك الأطفال عند الأقارب، وعدم السماح للبنات باللباس الفاتن أمام محارمها، والحرص على الاحتشام للأطفال بالأماكن العامة، وعدم لبس القصير والعاري، وعدم ركوب الأطفال بمفردهم مع السائق، وعدم السماح باختلاء البنت مع أي شخص حتى لو محارمها في مكان مغلق". وعن الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي بزيادة تعرض الأطفال للتحرش الجنسي قالت وفاء عسيري: "يجب أن يكون الإنترنت في مكان مفتوح في المنزل، مثل الصالة أو غرفة الجلوس، أيضاً يجب أن تواكب الأم والأب التقنية في التعرف على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تكون متابعة لابنتها أو طفلها، وفي حال حصول الطفل أو الطفلة على الجوال يجب أن يتأكد الوالدان من نظام الحماية من المواقع المشبوهة". وشددت وفاء عسيري على أن وقت النوم من أمتع الأوقات عند الطفل، ولا بأس أيضاً أن تجلس الأم بجانب طفلها وتستمع من طفلها خلاصة اليوم بجميع أحداثه بدون أسئلة، فقط استطراد ولا تعلق إلا إذا شعرت أن الطفل يريد تعليقاً، ولا تلومه لأي فعل وتشكره في نهاية الحديث بقبلة لاستمتاعها بهذا الحديث". ونصحت كل أم بأنها "يجب ألا تتهاون مع أي شخص يحاول المساس بأمن طفلها مهما كانت قرابته، بردعه عن سلوكه وعزله تماماً عن الطفل، وعند تعرض الطفل للتحرش يجب عدم التهاون وعرض الطفل على مختص لتخفيف الأثر لهذا الاعتداء". وفي ذات السياق يستضيف المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة يوم غد الأربعاء عبر الهاتف المجاني للمركز 8002494444 الأخصائية الاجتماعية ليلى علي وهبي، وذلك من الساعة الواحدة ظهراً، وحتى الثالثة عصراً للحديث عن مساعدة الطفل في تنمية قدراته. ويأتي ذلك في إطار الجهود التوعوية التي تقوم بها وزارة الصحة لتوعية كل أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم وشرائحهم، واستمراراً للأنشطة والفعاليات التوعوية التي تنفذها الوزارة على مدى العام، حيث أطلقت الوزارة برنامجاً توعوياً حول التحرش الجنسي للأطفال، تزامناً مع بداية الفصل الدراسي الثاني لهذا العام.