نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مصدر قضائي قوله إن 12 ممن زعم أنهم أعضاء في جماعة "جند الله" السنية سيُعدَمون يوم الجمعة المقبل في مدينة زاهدان عاصمة إقليم بلوشستان شرقي البلاد. وقال رئيس هيئة القضاء في مقاطعة سيستان بلوشستان إبراهيم حميدي إن: عبد الحميد ريغي شقيق زعيم الجماعة عبد المالك ريغي سيعدم إلى جانب 11 آخرين من أفرادها. وأشار حميدي إلى أن من وصفهم ب "المتمردين" ال12 سيعدمون شنقا، وزعم أنهم جميعا مدانون بتهمة "محارب"، وهي لفظة فارسية تعني "عدوٌّ لله". وكانت باكستان قد سلمت إيران في يونيو 2008 أربعة أشخاص بينهم عبد الحميد ريغي الذي قدم على أنه شقيق زعيم مجموعة "جند الله" عبد المالك ريغي كما ذكر التلفزيون الرسمي انذاك. وهو يقبع في السجن منذ ذلك الحين. وفي مطلع يونيو الماضي أعلنت السلطات الإيرانية إعدام اثنين من السنة شنقاً، أحدهما يدعى عبد الحميد ريغي. لكنها لم توضح ما اذا كان شقيق زعيم الحركة السنية البلوشية. ومن الجدير بالذكر أن إقليم بلوشستان يقع في الجنوب الشرقي من ايران، وتبلغ مساحته 181578 كيلومتر مربع. وحسب الاحصائية الرسمية التي اجريت في عام 2003م فإن عدد سكان الاقليم يبلغ 2151568 نسمة غالبيتهم من أهل السنة. وعلى الرغم من الأهمية الجغرافية والاقتصادية التي يتمتع بها الإقليم، فإنه بقي ومنذ أكثر من مائة عاما تقريبا من أفقر الأقاليم الإيرانية، حيث يلاقي إهمالا متعمدا من قبل الدولة الإيرانية الرسمية التي يمسك الشيعة بمفاصلها، وهو ما دفع بأبنائه الى القيام بالعديد من الانتفاضات ضد الأنظمة والحكومات الإيرانية المتعاقبة، وكانت جميع هذه الانتفاضات تقمع بقوة السلاح مخلفة المزيد من البؤس والشقاء للشعب البلوشي. ومن الجدير بالذكر أن ايران كانت قبل الإسلام تحت حكم سلاطين الفرس المجوس في الامبراطورية الساسانية، وفتحت في عصر الخليفة الراشد عمر الفاروق (رضي الله عنه)، ولم يكن يوجد في ايران شيعة إلاّ عدد ضئيل جداَ، ولكن في عام 906 ه وبعد مجيء الصفويين للسلطة، بدأت الطائفة الشيعية في ايران بالنشاط والحركة، وأسست أول دولة شيعية في التاريخ، وبعد أن أمسك شاه اسماعيل الصفوي (مؤسس الدولة الصفوية) بزمام الأمور في الدولة الصفوية واتخذ تبريز عاصمةًً لحكومتها، أعلن عقيدة الشيعية الأمامية مذهباََ رسمياََ لدولتها عام 907 . ومنذ ذلك الوقت بدأت أوضاع أهل السنة في ايران بالتدهور، ومورس عليهم الظلم، وعذبوا وشرّدوا و قتلوا. ومنذ ذلك التأريخ وحتى اليوم لدى الشيعة في ايران السلطة الكاملة، وبيدهم زمام الأمور في جميع نواحي الحياة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وفي المقابل ليس لأهل السنة أية سلطة أو مشاركة حقيقية في صنع القرار و إدارة البلاد، بل تمارس عليهم كل أنواع الظلم و التمييز، حتى إن طهران تكاد تكون تقريبا المدينة الوحيدة في العالم حاليا التي لا يوجد بها مسجد للسنة على الرغم من وجود عشرات الكنائس بل وحتى المعابد اليوذية بها. وبسبب عدم وجود إحصائية دقيقة وعدم سماح السلطات الشيعية لأية جهة أو منظمة بالقيام بإحصائية للأقليات المذهبية والقومية في إيران، فإنه من الصعب تحديد عدد الذين ينتمون إلى أهل السنة و الجماعة في إيران. لكن على الرغم من كل ذلك (وفقا لموقع "سني أون لاين") فإن عددهم يقدر بأكثر من 18 مليون نسمة من إجمالي سكان إيران البالغ عددهم نحو 70 مليونا، وهذا العدد يعادل نسبة أكثر من 25% من سكان إيران. ويشكل الأكراد نحو نصف أهل السنة في إيران، حيث يعيش في إيران أكثر من 8 ملايين من ابناء الشعب الكردي، ويأتي البلوش في المرتبة الثانية.