يصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى الكويت غداً، في اطار جولة ستشمل ايضا المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، من دون الاعلان حتى الآن عن موعد زيارته للرياض ومسقط، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة "الراي" الكويتية اليوم. ونقلت «الراي» أن مسؤولا ايرانيا بارزا قد ذكر للصحيفة عشية زيارة ظريف ان «زيارة وزير الخارجية الايراني للكويت لها حيثية خاصة، وتُعتبر على جانب عالٍ من الاهمية في ضوء المستجدات الاقليمية والدولية الاخيرة، والتي انعكست بمدلولاتها ونتائجها على المنطقة العربية، اضافة الى الشرق الاوسط برمّته، خصوصاً مع وجود ملفات مشتركة كثيرة بيننا وبين الاشقاء العرب تملي التواصل بين الجميع». وتابعت "الراي" أن المسؤول الايراني، الذي فضّل عدم الافصاح عن اسمه تحدث عن ان «الملف النووي الايراني والعلاقات الايرانية - العربية ستكون على جدول اعمال مباحثات الوزير ظريف في الكويت، خصوصاً لما تتمتع به الكويت، كبلد جار ومعتدل ومتوازن، من تقدير دول الخليج جميعها من جهة، وللدور التوفيقي الذي تضطلع به من جهة اخرى والذي عكسه اخيراً وليس آخراً مسعى امير الكويت بين قطر والسعودية». وأضافت "الراي" أن المسؤول عيْنه، وهو عضو في المجلس القومي المعني برسم سياسات ايران الخارجية، لفت الى ان «الكويت حرصت ومنذ تبادل السفراء في العام 2011 على قيام علاقات ايجابية مع ايران، وهو ما عبّر عنه اميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح حين رفض التدخل الاجنبي واستخدام القوة ضد ايران، وأكد على حقنا في تخصيب الطاقة النووية لأغراض سلمية»، مشيراً الى ان «هذا الموقف المسؤول النابع من حسن الجوار أتى في وقت كانت الدول الاسلامية تعبّر عن مواقف مغايرة انسجاماً مع المخاوف من برنامج ايران النووي نتيجة تصويره من الغرب على انه عسكري»، معلناً: «هذا ما نقدّره للكويت ونتفهمه بالنسبة الى الآخرين». وإذ عبّر المسؤول الايراني البارز ل"الراي" عن «رغبة متبادلة ايرانية - كويتية بتطوير العلاقات الثنائية بحكم المصالح المشتركة بيننا»، قال: «نرحب بأي مبادرة كويتية بيننا وبين اي طرف اقليمي من شأنها المساعدة في تحقيق التقارب والتوافق في المنطقة (في إشارة الى المملكة العربية السعودية)»، لافتاً الى ان «مؤتمر دول عدم الانحياز الذي انعقد في ايران العام الماضي، وجمع ممثلين عن 120 دولة، بينهم 35 رئيس دولة، لم تكن تجمعهم رؤية سياسية موحّدة، الا ان نجاح المؤتمر اعتمد على حرية ابداء الرأي للمجتمعين من دون اي مشاعر عداء بين الجميع، وهذا ان دلّ على شيء فإنه يدل على ضرورة التلاقي (في اشارة ضمنية الى العلاقة مع السعودية) لأن من شأنه إزالة المخاوف المتبادلة وتنفيس الاحتقان في الساحات الاسلامية، كخيار لا بد منه يحتاج الى مواقف مسؤولة من القادة لدرء الفتنة التي تصيبنا جميعاً». وطمأن هذا المسؤول الى ان «مفاعل بوشهر النووي يتمتع بمواصفات الامان بتأكيد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتالياً فإنه لا يشكل خطراً لا على ايران ولا على الكويت»، معلناً ان بلاده «تطمح الى تطوير العلاقة الامنية مع الكويت لحل المسائل العالقة، والتي تتعلق بحماية أمن الكويت وبالمعتقلين الايرانيين فيها، خصوصاً ان الجالية الايرانية المقيمة في الكويت ليست صغيرة». وقالت "الراي" أنه رداً على سؤال حول صواريخ «الباتريوت» التي حدّثتها الكويت اخيراً في اطار الوقاية من خطر ايراني محتمل، قال المسؤول الايراني البارز ان «الكويت حليفتنا وجارتنا، وهي حليفة وجارة العراق، الحليف لايرانوالكويت... نحن نتفهم ان دولة الكويت حريصة على الحفاظ على التوازن بين علاقاتها الشرق اوسطية وعلاقاتها مع الغرب، لذا فإن وجود وسائل حماية ترضي الكويت وتطمئنها، يطمئننا ايضاً».