كشف موقع "كريبتوم" الإلكتروني الأمريكي المعني بنشر الوثائق السرية، عن أن وكالة الأمن القومي تنصتت على نحو 125 مليار اتصال هاتفي بمختلف أرجاء العالم، وفق ما حصلت عليه حتى الآن من الوثائق التي سربها إدوارد سنودن الموظف السابق بالوكالة. وأضاف الموقع أن الاستخبارات الأمريكية تنصتت في المنطقة العربية فقط على 19.1 مليار اتصال هاتفي، منها 1.9 مليار في مصر وحدها. وفي آسيا، كشف الموقع عن تجسس واشنطن على 42.75 مليار اتصال، في حين تجسست على 575 مليون اتصال في أوروبا. ومع ذلك، لفت كريبتوم إلى أن هذه الأرقام مرشحة للزيادة، وقد تشمل نطاقات جغرافية ودولا أكثر، مشيرا إلى أنه عرض ما توصل إليه حتى الآن. وفيما يلي الدول التى استهدفها برنامج التنصت التابع لوكالة الأمن القومي، وعدد الاتصالات الهاتفية التي تعرضت للتجسس: الدول العربية: مصر: 1.9 مليار اتصال السعودية: 7.8 مليار اتصال العراق: 7.8 مليار اتصال الأردن: 1.6 مليار اتصال الدول الآسيوية: إيران: 1.73 مليار اتصال باكستان: 12.76 مليار اتصال أفغانستان: 21.28 مليار اتصال الهند: 6.28 مليار اتصال الدول الأوروبية: ألمانيا: 361 مليون اتصال فرنسا: 70.2 مليون اتصال أسبانيا: 61 مليون اتصال إيطاليا: 46 مليون اتصال هولندا: 1.8 مليون اتصال كما تنصتت وكالة الأمن القومي على 3 مليار اتصال هاتفي أمريكي. وأضاف الموقع الأمريكي، أن واشنطن لم تكتف فقط بالتجسس على الاتصالات العامة، لكنها امتدت لتشمل التجسس على هواتف 35 زعيما على مستوى العالم، لم تتوفر بعد قائمة بهم. غير أن بعض التسريبات تشير إلى أن واشنطن كانت تتجسس على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ما أثار أزمة دبلوماسية بين البلدين وجدلا واسعا في الشارع الألماني، الذي يتعامل بحساسية مع هذه القضية التي طالما عانوا منها تحت حكم النازي أدولف هتلر. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (ذا تليجراف): "إن الوكالة سجلت هذه الاتصالات بين شهري ديسمبر 2012 ويناير 2013، مشيرة إلى أن وثائق سنودن صنفت هذه الاتصالات ما بين اتصالات تمت عن طريق الهواتف الأرضية والمحمولة، فضلا عن تسجيل مدة كل مكالمة، لكنها لم تكشف عن مضمون هذه الاتصالات". وتعليقا على هذا الكشف، استدعى رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي السفير الأمريكي لدي بلاده جيمس كوستوس، لتقديم تفسير بشأن مزاعم التنصت على هواتف أسبانيا. وفي إيطاليا، قالت مصادر استخباراتية: "إنها (ليست لديها أية أدلة) على هذه المزاعم، التي بثها موقع كريبتوم الذي يتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا له، ويهتم بجمع المعلومات عن عمليات التجسس والمراقبة والأمن القومي". وتحسبا لأية مظاهرات غاضبة، شددت السلطات الإيطالية إجراءاتها الأمنية أمام سفارة واشنطن في روما. وعربيا، قال موقع (أراب نيوز) السعودي الإخباري الناطق بالإنجليزية: "إن المملكة العربية السعودية كانت هدفا لعمليات تجسس بجانب دول أخرى عديدة في الشرق الأوسط". ولم يتسن للموقع الحصول على تعليق رسمي من وزارة الاتصالات والمعلومات السعودية. ومع ذلك قال خبير في مجال تكنولوجيا الاتصال، عرف نفسه باسم خالد "بالرغم من أنها غير أخلاقية، فإن وكالات استخبارات بدول مختلف تتبع هذا الأسلوب والتقنيات في التنصت على الاتصالات، لاسيما الولاياتالمتحدة". ولفت خالد، إلى أنها تستهدف معظم الاتصالات الدولية التي تجرى عبر شركات اتصال أمريكية، نظرا لأنها أرخص وأسهل في عملية التجسس. ولم تصدر مصر أي تعليق رسمي على هذه الفضيحة، بالرغم من أنها جاءت في مقدمة الدول العربية المستهدفة من الاستخبارات الأمريكية.