بعد طول غياب عن الظهور بمقابلات على الشاشات التلفزيونية ظهرت أسماء الأخرس، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، ليلة الثلاثاء على شاشة التلفزيون السوري وهي تزور إحدى "مدارس بنات الشهداء" في دمشق لتشارك مع طلابها في حملة لزرع أشجار زيتون داخل ما بدا أنه حديقة المدرسة التي استقبلها طلابها بترحاب بديهي في بلاد لم يعد أحد يبتسم فيها إلا مَنْ يظهر مع رأس السلطة في الصور أو على الشاشات الصغيرة. وقد اطلعت "العربية.نت" على فيديو للمقابلة السريعة معها، وفيها ألمحت أسماء الأسد إلى أن السوريين هم أحفاد الفينيقيين، ولم تذكر تحدرهم من العرب ولو بإشارة واحدة، فقالت: "نحنا أحفاد من علّم الكون الحرف.. نحن أحفاد من علم الدنيا فنون الطب والتجارة والعمارة.. هذا التاريخ جزء من الهوية السورية"، في إشارة منها واضحة لقدموس الفينيقي الذي علم اليونان الحروف الهجائية، كما وللفينيقيين الموصوفين بأنهم كانوا أسياد التجارة في المتوسط قبل 3 آلاف عام. وشرحت السورية الأولى أن هذه الهوية هي التي نتحارب عليها (من أجلها) وقالت: "لنطور بلدنا ونبني بلدنا في المستقبل، فالسلاح الحقيقي الذي نقدر على استعماله هو سلاح المعرفة وسلاح العقل". ثم تحدثت عن شجرة الزيتون "التي ترمز للحياة والاستمرارية"، وتحدثت أيضاً "عمن ضحى في سبيل هذا البلد" من دون أن تشرح المزيد. أنا هنا مع زوجي وأولادي وسألتها المذيعة: "سمعنا كثيراً خلال الفترة الماضية أن السيدة أسماء خارج سوريا بلندن، بروسيا، ببيروت.. شو بتحب تحكي السيدة أسماء"، أي ما اختصاره: بماذا ترد السيدة أسماء؟ فردت وقالت: "أنا موجودة هنا.. زوجي وأولادي موجودون بسوريا، فالحقيقة من البديهي أن أكون موجودة معهم.. وأنا أيضاً كأكثرية السوريين تربيت على حب البلد، وتربيت أن الواحد (منا) أينما عاش أو سافر، ومهما غاب، فلا أغلى من بلده"، وفق تعبيرها. وتابعت أسماء الأخرس ردّها الطويل فقالت: "أنا اليوم أم لثلاثة أولاد صغار (هم: حافظ وزين وكريم) ومسؤوليتي نحوهم أن أربيهم على نفس المفهوم، فكيف يمكنني تربيتهم على حب سوريا وهم لم يعيشوا فيها.. كيف أربيهم على ثقافة البلد وتاريخ البلد وحضارة البلد إذا لم يعاشروا أهلها أو لم يعيشوا في بيوتها ويأكلوا من أكلها..؟ هذا مستحيل، كيف أعلمهم وأربيهم على أن يساهموا بتطوير البلد إذا ما عاشوا مشاكل البلد؟". وأنهت قائلة: "أنا موجودة البارحة واليوم وغداً، وإن شاء الله دائماً"، ثم تكفلت أغنية للمطربة فيروز بإنهاء الشريط، مع ملاحظة أن أسماء الأسد بدت متعبة ومرهقة بوضوح أثناء المقابلة السريعة.