القاهرة: كشفت تقارير صحفية اليوم الأحد عن أسباب حكم محكمة جنايات القاهرة بإعدام هشام طلعت مصطفي ومحسن منير السكري بعد إدانتهما بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في شقتها يوم 28 يوليو/ تموز 2008. وذكرت التقارير إن أدلة إدانة المتهيمن تنوعت بين أدلة قولية ضمت أقوال 35 شاهدا و6 اعترافات كاملة للسكري ، وأدلة مادية شملت 6 مستندات، ومعاينة مكان الحادث والمضبوطات والتسجيلات الصوتية والمرئية وصور، وأدلة فنية شملت تقارير تشريح وبصمات ومضاهاة ومعمل جنائي وطب شرعي وفحص أجهزة التليفونات والكمبيوتر ورسائل ومكالمات تليفونية مسجلة ومتبادلة بين المتهمين. ويجوز للمتهمين الطعن بالنقض علي حكم محكمة الجنايات بإعدامهما وذلك خلال 60 يوما من تاريخ صدور الحكم، وللمحكمة أن تودع حيثياتها في الحكم خلال 30 يوما من النطق بالحكم.. وتقوم محكمة النقض فور الطعن علي الحكم بتحديد جلسة لنظر الطعن.. وبعد تداول الطعن تصدر محكمة النقض حكمها إما بقبول النقض وإعادة محاكمة المتهمين أمام دائرة جنائية أخري أو رفض الطعن. أدلة الإدانة وحسبما ذكرت صحيفة "الأخبار" المصرية، أول أدلة الادانة هي أقوال الشهود التي تضمنت شهادة النقيب عيسي سعيد محمد بالادارة العامة للتحريات والمباحث بشرطة دبي والذي شهد تحقيقات نيابة دبي انه بتاريخ 28-7 -2008 الساعة 8.45 مساء ورد بلاغ عن وقوع جريمة قتل بالشقة رقم 2204 بالطابق 22 ببرج الرمال (1) فانتقل لمكان الحادث.. وعهد إليه بفحص كاميرات المراقبة الخاصة بالبرج فتبين ان هناك شخص قوي البنية قد دخل إلي موقف سيارات البرج في حوالي 8.48 صباح ذات اليوم مرتديا ذات الملابس المعثور عليها وينتعل حذاءا رياضيا أسود ماركت NIKE ويرتدي قبعة بلون أسود ويحمل في يده كيس بلاستيكي أسود عليه علامة NIKE واستقل المصعد رقم 2 التابع للبرج رقم 1 في تمام الساعة 8.52 صباحا وبعد 12 دقيقة، وفي تمام الساعة 9.04 شوهد ذلك المتهم وهو يخرج مسرعا من المصعد رقم 2 بالطابق "أ" الخاص بالمحلات التجارية ويرتدي ذات الحذاء والقبعة المشار إليهما ولكن كان يرتدي تي شيرت أسود اللون وشورت طويل أبيض اللون. وبتتبع حركاته عبر الكاميرات الموجودة بالعقارات المحيطة تبين انه قد توجه لفندق الواحة القريب من المكان ودخله من الباب الخلفي في تمام الساعة 9.12 وبفحص كاميرات المراقبة بهذا الفندق تم تحديد شخصيته وتبين انه المتهم محسن منير السكري وانه كان يقيم بذلك الفندق الغرفة رقم 817 وكان حجزه ينتهي في 30-7-2008 إلا انه غادره بصورة مفاجئة في الساعة 9.30 صباح يوم 28-7-2008 . كما شهد الرائد محمد عقيل جمعة عبدالله رئيس قسم الجرائم الواقعة علي النفس بشرطة دبي بنفس أقوال الشاهد الأول.. وشهد العقيد خليل ابراهيم مدير ادارة البحث الجنائي والتحريات بشرطة دبي أمام هيئة المحكمة بنفس الأقوال، وأضاف بأن الكشف عن الجريمة والتوصل إلي تحديد شخصية المتهم محسن السكري قد جاء بناء علي جهد عدة فرق بحث تشكلت لهذا الغرض. ونتيجة أقوال هؤلاء الشهود ان البحث عن الجاني قد اعتمد علي خطة منهجية منظمة شاركت فيها العديد من فرق البحث بشرطة دبي وخلصت إلي نتائج وأدلة مادية لا تقبل الجدال، فلم تأت مبنية علي أقوال قد تدفع بما ينال منها أو علي استنتاجات بعيدة عن ماديات ووقائع الدعوي ودخوله للمبني عن طريق موقف السيارات حتي يكون بمنأي عن أعين ورقابة أفراد الأمن المرابضين خلف مدخل المبني الرئيسي. وشهدت ماي دياز سوبيرانو موظفة الخزينة بمحل NIKE التابع لشركة سهرانو ساند الرياضية بمركز ميركاتو جميلا دبي بمحضر الشرطة بدبي والتحقيقات مما لا يخرج عما قررته سابقا وبقيامها ببيع الحذاء والبنطال المذكورين وتعرفت علي صور الحذاء والبنطال مقررة انهما ذاتهما تضمنته فاتورة البيع والدفع ونوع الحذاء الذي اشتراه المتهم مخصص للعدو يدل علي قصد المتهم في استعماله للهرب عند الحاجة. والمتهم قد اختار لارتكاب الجريمة سكينا قويا حادا يسهل طيه واخفاؤه ولا ريب انه قد استغل هنا خبرته السابقة كضابط شرطة في معرفة أنواع الأسلحة البيضاء وكيفية استعمالها.. كما شهد رام ناريان اشاريا حارس الأمن ببرج الرمال (1) بمحضر شرطة دبي بأن المتهم محسن السكري والذي تعرف علي صورته قد دخل إلي جراج المبني في صباح يوم الحادث وسأله عن احدي الشقق وانه هو من كان يتحدث معه في اللقطات التي أظهرتها الكاميرا وان المتهم كان يرتدي قبعة مسدلة علي وجهه وانه كان يتعمد خفض رأسه إلي الأسفل وقت الحديث معه. وشهد الطبيب الشرعي حازم متولي اسماعيل شريف بتحقيقات نيابة دبي وأمام هيئة المحكمة انه تبين من فحص وتشريح جثة المجني عليها اصابتها بجرح ذبحي بمقدم ويسار العنق شامل الأوعية الدموية الرئيسية القصبة الهوائية والمريء وبجرحين قطعيين أعلي يسار الصدر وجرح قطعي يمين العنق وجرحين قطعيين بخلفية أسفل منتصف الساعد الأيمن وجرح أسفل مقدم الساعد الأيمن وكدمتان بالشفة العليا والسفلي وكدمة أسفل خلفية الساعد الأيمن وان الوفاة ناشئة عن الجرح الذبحي الموصوف مع ملاحظة ان الجرح يدل علي استخدام السكين ذهابا وايابا أكثر من مرة وان لجوء الجاني إلي اختيار الذبح كوسيلة للقتل يرجح لكونها وسيلة مثالية ومضمونة للوصول إلي النتيجة في ازهاق الروح. وقرر عبد الستار تميم والد المجني عليها بأن ابنته أخبرته بأن المتهم هشام طلعت مصطفي كان يريد خطبتها وانه التقي معها بفندق الفورسيزون إلا انها رفضت لوجود خلافات لديها مع من يدعي عادل معتوق ولأن المتهم المذكور متزوج ولديه أبناء وانها قد طلبت منه تطليق زوجته الأولي اذا ما أراد أن يتزوجها ونشبت بينهما خلافات كثيرة حول ذلك الأمر ثم غادرت للندن وان المتهم المذكور طلب منه التوسط لإعادتها إلا انها قطعت علاقتها به. وشهد المقدم سمير سعد محمد صالح الضابط بانتربول القاهرة بالتحقيقات انه بتاريخ 5-8-2008 ورد إليه كتاب انتربول أبوظبي لضبط المتهم محسن السكري لاتهامه في قضية قتل الفنانة سوزان تميم بدبي يوم 28-7-2008 وبتتبع تحركات المتهم تبين انه كان قد غادر مصر لدبي بتاريخ 23-7-2008 وعاد منها بتاريخ 28-7-2008 ، وتم تحديد محل اقامته بالتحريات وتم ضبطه صباح 6 أغسطس 2008 بعائمة بلونايل بشارع النيل وعرضه علي النيابة وباصطحاب المتهم لشقته في الشيخ زايد أخرج من فرن البوتاجاز مليونا و540 ألف دولار وقرر انه أعطي شقيقه أشرف 110 آلاف دولار و40 ألف دولار لشريكه في عمله و5 آلاف دولار ثمن تذكرة البرازيل و 300 ألف دولار أودعها بالبنك وقام المتهم بتسليم المبالغ للنيابة وكذلك شقيقه وشريكه. أما اللواء أحمد سالم خالد وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية فشهد بأن الضحية ترددت علي مصر من عام 2003 وتعرفت علي هشام وتزوجها عرفيا ثم هجرته وارتبطت بالعزاوي في لندن ورفضت عرضه بالعودة لمصر فاتفق مع السكري علي خطفها ثم قتلها مقابل مليوني دولار. وشهدت الدكتورة هبة محمد العراقي مدير ادارة المعامل المركزية بالطب الشرعي بالتحقيقات وأمام هيئة المحكمة انها قامت بفحص البنطلون والتي شيرت المعثور عليهما بمكان الحادث وتبين وجود تلوثات دموية عليها وهي خاصة بالمجني عليها وانه تم العثور علي بصمة مختلطة بالفتحة الأمامية للتي شيرت المضبوط عائدة للمجني عليها وبأخذ عينة من المتهم الأول تبين ان البصمة الوراثية المختلطة هي خليط من البصمة الوراثية لسوزان تميم ومحسن السكري. وشهدت د. فريدة الشمالي الخبير البيولوجي في DNA أمام المحكمة أنها كانت قد انتقلت لموقع الحادث وقامت برفع عينات من التلوثات الدموية الموجودة من علي جسد المجني عليها ومن علي درج السلم بين الطابقين ال 21 و22 ومن علي الملابس المعثور عليها بالطابق ال 21 وتبين ان تلك التلوثات الدموية للمجني عليها وانه قد تطابق البصمة الوراثية لعينة دماء المتهم محسن السكري مع البصمة الوراثية المختلطة المرفوعة من القميص الذي عثر عليه بالحادث. واعترف المتهم محسن السكري انه توجه للمنطقة التي تقيم بها الضحية في دبي مرتين الأولي يوم وصوله لدبي والثانية صباح يوم وقوع الجريمة.. وانه قابلها وسلمها خطابا وبروازا هدية من هشام طلعت الذي أخبره انها زوجته عرفيا، وانها ارتبطت بالعزاوي في لندن وطلب منه مراقبتها في لندن. كما اعترف بأن هشام حرضه علي خطف المجني عليها أثناء تواجدها بلندن ثم طلب منه قتلها علي ان يبدو الأمر كحادث مثل سعاد حسني وذلك مقابل مليون جنيه استرليني حصل منها علي 150 ألف يورو و20 ألف جنيه استرليني علي دفعتين. وأقر انه حصل من هشام علي مليوني دولار عقب قتل المجني عليها. كما تضمنت الأدلة صورا وتسجيلات بكاميرات المراقبة توضح تحركات السكري عقب وصوله لدبي 24-7-2008 والاقامة في فندق هيلتون ثم إقامته بفندق الواحة وتوجهه صباح 28 يوليو/تموز 2008 لمكان شقة الضحية ثم صعوده لها.. وتبين من فحص جهاز تخزين اللقطات بكاميرات المراقبة في فندق الهيلتون والواحة وبرج الرمال ان المتهم توجه لمكان الحادث التاسعة والنصف صباح 24 يوليو وتجول لمدة ساعة لاستطلاع المكان.. ثم يوم الحادث توجه لمكان الحادث وصعد لشقة الضحية ثم هبط بعد ارتكاب الجريمة وعاد للفندق ومنه للمطار. كما أكد تحاليل الطب الشرعي بمصر انه بعد مقارنة البصمة الوراثية للسكري من عينة دمائه علي البصمة الوراثية المختلطة علي الملابس بمكان الحادث والبصمة الوراثية للمجني عليها وجد ان البصمة الوراثية المختلطة هي للسكري وسوزان تميم. وتبين من فحص هاتف السكري (رقم 22107445 ) الخاص بهشام طلعت وانه استقبل منه 7 رسائل الأولي 9 مايو 2008 ونصها: للأمان 100 % سأتصل بك من أرقام مختلفة وأخبار سارة القضية قاربت علي النهاية.. والرسالة الثانية 10 مايو ونصها: نحن مستعدون.. والرسالة الثالثة 11 مايو نصها: من فضلك اتصل بي علي تليفوني في انجلترا.. والرسالة الرابعة 25 مايو ونصها: الاتفاق سوف يتأخر يومين لوجود اجازة محلية وأنا أعمل علي أن أتحدث بطريقة مثالية.. والرسالة الخامسة 29 مايو نصها: سيدي من فضلك لا تنسي ارسال بعض النقود والرسالة السادسة في 5 يونيو ونصها من فضلك اتصل بي، والرسالة السابعة في 10 يوليو نصها: الاتفاق أصبح قريبا جدا.. نحن في عجلة أكثر من عجلك ولكن لابد ان تكون مثالية. وتضمنت الأدلة وجود تسجيل لخمس محادثات تليفونية بين المتهمين من 25 يونيو إلي 28 يوليو 2008 والأولي مدتها 147 ثانية وتتضمن عبارات للمتهم الأول يفهم منها عن تكليفه لمجموعة أشخاص لمراقبة المجني عليها في لندن ومحاولة التخلص منها والمجموعة لم تنفذ المهمة وسيسترد المال الذي تقاضوه.. والمكالمة الثانية 270 ثانية في 25 يونيو ومضمونها استكمال المكالمة الأولي واقتراح للمتهم الثاني بأن تكون وسيلة القتل الدفع من أعلي المبني كمنوذج ما حدث لأشرف واعترف السكري بأن المقصود أشرف مروان علي ان يتم ذلك خلال أسبوع إلي 10 أيام. والمكالمة الثالثة في 2 يوليو 2008 ومدتها 127 ثانية وتم فيها الاتفاق بين المتهمين علي ضرورة الاسراع لتنفيذ العملية لأن المجموعة المشار إليها تقاضت 20 % من مليون استرليني المتفق عليه. والمكالمة الرابعة في 2 يوليو مدتها 59 ثانية وتأكيد المتهم الثاني علي ضرورة سرعة التنفيذ خلال أسبوع كحد أقصي.. والمكالمة الخامسة في 28 يوليو ومدتها 33 ثانية وتشير إلي ان وقوع الجريمة قد بات وشيكا في غضون يوم وقال فيها السكري خلاص إن شاء الله تمام ورد هشام طيب. كما تبين من فحص الهاتف 10428447 انه يحتوي علي 5 رسائل بالانجليزية مرسلة لهاتف المتهم هشام طلعت الأولي نصها: من فضلك اتصل والثانية في 10 يناير 2008 أنا في اجتماع مهم اتصل بعد ساعتين.. والثالثة في 16 يناير ونصها الشقة 104 مارك بورما 61 ويلتون ستريت لندن.. والرسالة الرابعة في 4 ابريل نصها سوف تنتهي في أيام علي الطريقة التي تريدها لا تقلق والرسالة الخامسة في 15 ابريل ونصها: من فضلك ارسل لي رقم سوزان. وقد ردت النيابة العامة حول تشكيك دفاع المتهمين في رصد تحركات السكري بكاميرات المراقبة بفندق شاطيء الواحة وبرج الرمال 1. حيث نفي الدفاع انه الشخص المرصود بالكاميرات والذي يرتدي الملابس التي عثر عليها بمكان الجريمة.. وردت النيابة بأن كل القرائن والدلائل تقطع بأن هذه المقاطع والمشاهد بكاميرات المراقبة هي لشخص المتهم الأول محسن السكري، ودلالة ذلك ان الشخص المرصود يرتدي البنطلون والحذاء المطابقين لما اشتراه المتهم من محل ساند اند ساند.. كما تم رصد المتهم حال خروجه من غرفته بالطابق الثامن بفندق شاطيء الواحة مرتديا ذات الملابس بكاميرات المراقبة أمام المصعد وكذلك من باب الفندق، وليس متصورا ان يكون لشخص آخر نفس التطابق لسمات سير المتهم في المشاهد التي أقر بنسبتها له والمشاهد التي نفاها فطريقة السير واحدة في كل المشاهد. كما ان المتهم الثاني في التحقيقات قال بأن تلك المقاطع والصور تشبه المتهم الأول، وفيما يتعلق بالمدة الزمنية التي ارتكب الحادث خلالها فقد قال الدفاع ان مدة 12 دقيقة من وقت صعود المتهم لشقة المجني عليها الساعة 8.52 دقيقة إلي وقت خروجه من المصعد بالطابق الأرضي الساعة 9.04 صباحا غير كافية لتنفيذ الجريمة.. والواقع ان هذه الفترة تكفي وتزيد بالنسبة لشخص محترف في مثل مهارة ولياقة وخبرة وتدريب المتهم وبالنظر لطريقة القتل ووسيلته وهو ما تأيد بشهادة الطبيب الشرعي. وردت النيابة حول دفع دفاع هشام طلعت مصطفي بأن اعترافات المتهم محسن السكري هي مجرد أقوال مغرضة واشاعات مغرضة الهدف منها المساس بشخص هشام وبالكيان الاقتصادي الذي تمثله مجموعة طلعت مصطفي القابضة بمصر والخارج.. وانه تصدي للمنافسة بين الشركة والشركات بالداخل والخارج بقصد محاربة الصناعة الوطنية.. كما ألمح الدفاع إلي ان شركة داماك قامت مع مجموعة شركات بتصرفات غير مهنية وغير مشروعة لأن شركته تستحوذ علي نسبة كبيرة من العمليات داخل مصر. وردت النيابة علي احتمال نظرية المؤامرة بأن كل أدلة الدعاوي ومادياتها لم تتوصل من قريب أو بعيد لوجود مؤامرة.. كما انه لا يوجد أي علاقة بين رياض العزاوي والسكري. وقامت الأدلة كلها علي صحة اعترافات السكري بأن هشام طلعت مصطفي حرضه علي ارتكاب الجريمة مقابل مليوني دولار.