فتح ترشيح الفيلم السعودي "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور للأوسكار مجددا باب النقاش حول إمكانية فتح دور عرض سينمائي في السعودية، خاصة وأن الفيلم السعودي حقق نجاحات كبيرة عند عرضه في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وأحدث الترشيح ردود أفعال في الأوساط الفنية العربية، خاصة وأنه جاء من بلد لا توجد فيه صناعة سينمائية حقيقة، ولا حتى دور عرض أفلام، كما هو في بقية دول العالم. وكشف رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون رئيس لجنة ترشيح الأفلام في الجمعية سلطان البازعي أن فيلم "وجدة" نال موافقة وتأييد الجهات الرسمية في السعودية، وبُورك ترشيحه للأوسكار في الأكاديمية الأميركية. وأضاف الباز: "هذا كان قرارنا في لجنة ترشيح الأفلام بخصوص "وجدة"، إذ إنه يستحق الترشيح ليمثل السعودية في المهرجانات الدولية الخاصة بالأفلام والسينما"، متابعا: "الطرح الذي قامت به المخرجة هيفاء المنصور كان طرحا متوازنا وواقعيا جدا، يعرض الحقيقة كما هي، ويجب ألا نخجل من واقعنا، والفيلم لا يبالغ في عرض قضية مأساوية للمرأة السعودية، بل يعرض قضية اجتماعية". وأكد الناقد الفني وعضو مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون يحيى مفرح زريقان على أن هذا الترشيح يفتح بقوة المطالبة بإعادة فتح دور عرض سينمائية في السعودية، وقال في حديث ل"العربية.نت": "نحن بحاجة لقاعات عروض سينمائية، وإدخال التنمية الفنية في السعودية، أسوة بجوانب الحياة الأخرى". وأضاف، "السينما في السعودية والمسرح والأغنية والموسيقى كفيلة بالنهوض بصورة وسمعة السعودية وتقديمها بشكل جيد عالميا وبشكل لا تحققه المشاركات والمعارض الأخرى". وتابع: "الفيلم بما يحققه من نجاحات متواصلة يجب أن يسرع الخطى نحو تأسيس ثقافة سينمائية في السعودية، خاصة وأنها كانت موجودة منذ فترة سابقة". وشدد زريقان على أن فيلم "وجدة" عكس جودة الفيلم السعودي، فهو يحمل مواصفات الفيلم الحقيقي من حيث الفكرة والسيناريو والأداء والإخراج ومستوى الإنتاج، فقد تجاوز كل الضوابط والمعايير ليصل لمرحلة المنافسة. وأضاف: "سبق وأن حقق الفيلم جوائز مهمة في أوروبا، وهو يدخل الآن تجربة مهمة جديدة بدخوله في أهم مسابقة عالمية، وهو مؤشر على ضرورة التعاطي مع الحركة السينمائية السعودية وتأسيس ثقافة سينمائية جديدة". صناعة السينما وأكد المخرج السعودي خالد الطخيم، على أن "ترشيح فيلم "وجدة" لجائزة الأوسكار تأكيد على أن الفيلم السعودي كان مميزا"، مشددا على أن "لجنة الاختيار لم تختر فيلم "وجدة" إلا بعد أن اجتاز كل الاختبارات الرسمية، ولم يختر فقط لأنه من السعودية". ويرى الطخيم، أنه من المهم استغلال هذا الترشيح لدعم الحركة السينمائية السعودية وتطويرها، فالفيلم أثبت أن هناك قدرات فنية عالية ولابد من استغلالها، بحسب تعبيره. واستغرب الطخيم من الإصرار على منع فتح دور السينما في السعودية، قائلا: السعوديون يسافرون مع عائلاتهم ودائما دور السينما نقطة مهمة في سفر أي عائلة، بالإضافة إلى الأفلام التي تعرض في محلات الفيديو والقنوات الفضائية، فما السبب وراء منعها". وأوضح الطخيم أن "هناك اتجاها عاما لرفض هذا الأمر، وحتى لو كان الخوف من المحتسبين فهناك كثيرون منهم متفهمون ومن الممكن مناقشتهم في هذا الجانب". وجدة وهيفاء يذكر أن فيلم وجدة عُرض في الرياض منذ قرابة ثلاثة أشهر، ولكن تم إيقاف العرض الذي قيل إنه سيستمر لأسبوع بعد يومين من بدء عرضه، وتعرض لذات المصير الذي تعرض له الفيلم السعودي الآخر "هيفاء" على مسرح "المفتاحة" في أبها. وقالت الجمعية السعودية للثقافة والفنون، التي رعت العرض حينها، إن "قرار التأجيل اتخذ نظرا لظروف الحجوزات في قصر الثقافة، وقالت إنه سيتم تحديد موعد آخر لاستئناف العرض بعد شهر رمضان المبارك". وأحدث الإعلان عن عرض الفيلم في حينه جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، وتوقعات بأن تكون تلك الخطوة بداية لفتح دور السينما في السعودية، غير أن رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي نفى أن تكون الجمعية قررت إنشاء دور للسينما بالرياض، وأكد على أن هذا الأمر ليس من اختصاص الجمعية.