اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس أن سوريا محتلة من حزب الله وإيران، وأن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري فيها. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي جون كيري الذي أكد أن الأزمة السورية ازدادت سوءا بمشاركة إيران وحزب الله في القتال. وقال الفيصل "لا يمكن اعتبار سوريا الآن إلا أرضا محتلة، ما يتطلب ردا حازما دوليا سريعا. لم يعد هناك أي مبرر أو منطق يسمح لروسيا باستمرار تسليح النظام". وشدد وزير الخارجية السعودية أن "حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني والدعم اللامحدود بالسلاح الروسي تتشارك في قتل السوريين. هذا أمر خطير لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه". وأوضح الفيصل أن بلاده "لا تتدخل في شؤون الآخرين (...) نريد مساعدة الشعب السوري بحسب قدراتنا، وبأفضل ما يمكن". كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى "التفعيل الفوري لقراره نظرا للمستجدات الخطيرة في سوريا" في إشارة إلى قرار الدول الأوروبية رفع الحظر عن إرسال السلاح إلى المعارضة السورية. وأقرت مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم 11 بلدا، بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية، خلال اجتماعها السبت في الدوحة تسليح المعارضة السورية. وبالنسبة إلى تعدد المجموعات السورية المعارضة، قال إن "وحدة المقاومة أمر مهم لتلبية احتياجاتها للدفاع عن نفسها والمضي قدما في بناء سوريا بشكل يضمن جميع الطوائف الدينية والعرقية". وختم قائلا ردا على سؤال إن الجهاد هو على "قدر ما يستطيع الإنسان تقديمه، فهناك من يجتهد بيده أو بلسانه، وهذا أقل الإيمان، ونحن نجتهد في كل هذه النواحي". وقال مراقبون إن تصريحات الفيصل تكشف حجم الحماس السعودي للوصول إلى حل في سوريا لا يكون من باب الإقرار بالأمر الواقع بعد تدخل حزب الله وقوات إيرانية إلى جانب قوات الأسد ما مكنها من استعادة مدينة القصير الاستراتيجية، وإنما من باب الحوار المتكافئ الذي ينتظر أن يحتضنه مؤتمر جنيف 2 الذي لم يتحدد موعده بعد. وهو ما أشار إليه الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا الذي استبعد أن يعقد مؤتمر جنيف2 في يوليو. وقال الإبراهيمي قبل أن يستهل جولة من المحادثات التمهيدية مع مسؤولين أميركيين وروس في جنيف إنه يتوقع أن تكون المحادثات "بناءة" لكن من غير المرجح أن تحسم كل المسائل المتعلقة بعقد مؤتمر حول مستقبل سوريا.