قال مفتي الجمهورية العربية السورية أحمد بدر الدين حسون في لقاء مع وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء وإذاعة "صوت روسيا" نشرها الموقع الخميس، أنه إذا سقطت سورية فستسقط روسيا، "ونحن لا ندافع عن أنفسنا فحسب، بل ندافع عن كل الشرق، الشرق هو المستهدف". واضاف أن عناصر قد تسللت إلى سورية من قرغيزستان والشيشان وتركمانيا وطاجيكستان، لا يزال بعضها في الجبال "عندكم"، هم يستهدفون كل إنسان ليس مع الغرب. وأضاف أنه ليس المسيحي هو المستهدف إذ أن هؤلاء يستهدفون كل إنسان ليس مع الغرب، "لأن مؤسستهم تنطلق من لندن ونيويورك وليس الرياض أو الدوحة"، معتبرا أن "روسيا بدأت تستيقظ مرة أخرى وعادت إلى الإيمان، بينما هم (في الغرب) كانوا يحتكرون المسيحية ويقولون أن الغرب هو المسيحي وليس الشرق، وأن الشرق ملحد إذ كانوا يصفون روسيا على انها بلا دين، على الرغم من أن المسيحية والإسلام وصلتا إلى روسيا قبل أوروبا ب 200 سنة. ونوه المفتي بدر الدين حسون بأن الشعوب الروسية والشعوب العربية استقبلت كل رسالات السماء وهي التي حملتها إلى أوروبا "وليس هم الذين حملوها إلينا"، مشددا على أهمية عقد مؤتمر في موسكو تحضره القيادات الدينية المسيحية والإسلامية واليهودية، بالإضافة إلى العلمانية، وضرورة نقل هذه الفكرة لغبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل راعي الكنيسة الأرثوذكسية والرئيس الروسي، وذلك بهدف التصدي "للتيار الظلامي" الذي يستهدف الجميع وليس طائفة أو جماعة واحدة. وأضاف أن هذا التيار يستعمل سلاحين ضد المسلمين والمسيحيين واليهود والعلمانيين، يتمثلان في الإعلام والتسليح بالإلكترونيات والأسلحة الحرارية والغازية. ففيما يتعلق بالإعلام نوه الشيخ حسون بوجود 100 قناة تبث أفكار هذا التيار. وأفاد بأن قناتي "الجزيرة" و"العربية" بصدد تأسيس 4 قنوات موجهة لروسيا بلغات محلية مثل التترية والشيشانية والتركية بالإضافة إلى الروسية، بهدف إشعال نار الحروب الطائفية، والترويج لفكرة أن "الروس قضوا على الإسلام لمدة 80 سنة"، مما يستوجب الانتقام ومطالبة روسيا بتعويضات، تماما كما يطالب اليهود بالتعويضات من ألمانيا. وقال حسون إن عددا من القنوات الإسلامية المتطرفة بدأت تبث هذه الأفكار، وكأن الشعب الروسي هو المتهم بذلك وأنه يتحمل مسؤولية ما قام به يوسف ستالين ضد الشعب الروسي والشعوب الأخرى على حد سواء. أما فيما يخص التزويد بالأسلحة الحرارية والغازية فأكد حسون أن موسكو ستفاجأ باستخدام هذه النوعية من الأسلحة في محطات مترو العاصمة الروسية، وأن جهات محددة تقف وراء تدريب عناصر للقيام بهذه المهام. ويرى حسون أن هذه المعلومات يجب أن تكون سببا كي يسعى غبطة البطريرك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الإسراع في عقد الاجتماع المُشار إليه، "وسوف آتي لأحدثهم عمّا صنعوا في سورية، وأنه يجب عليهم أن يجنبوا روسيا ودول الاتحاد هذ المأساة". وكشف المفتي أن هناك مخطط يرمي إلى تدمير قاعدة دول ال "بريكس" بواسطة الإرهاب. وقد نجحت جنوب افريقيا بالكشف عن مجموعات تعمل على تحقيق هذا الهدف، كما تم تحريك جماعات في الصين لإثارة البلبلة من خلال ملفيّ مسلمي البلاد والتبت. وأكد أن هناك مجموعات كبيرة من دول الاتحاد تلقى تدريبا في تركيا، وأن عناصر تلك الجماعات جاؤوا إلى تركيا على أساس انهم طلاب، "وسيعودون بشهادات إرهاب وليس بشهادات طب ولا هندسة ولا شريعة". وأعاد أحمد بدر الدين حسون إلى الأذهان اللقاء الذي جمع 1000 إمام وخطيب في أوفا حيث حذر من هذه المخاطر، معربا عن خشيته من أن تكون موسكو هي الهدف الأول على أجندة العمل الإرهابي، مشيرا إلى أنه نبه رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ راوي عين الدين إلى ذلك، وإلى ضرورة عقد لقاء يجمع بين كل علماء موسكو. كما حذر مفتي سورية الشيخ عين الدين من المؤتمرات التي تقيمها بعض الدول الخليجية في موسكو، مشيرا إلى أنها موجهة ضد الشيخ شخصيا وتهدف إلى التقرب منه بهدف إقالته من منصبه. وقال إن السفير الروسي لدى سورية زاره قبل 3 أيام وأبلغه رسالة شفهية من الرئيس بوتين. وأشار إلى أن "الوهابية ليست فقط عند المسلمين.. فهي موجودة في المسيحية لدى بعض طوائف البروتستانت ولدى وبعض الأرثوذوكس وبعض الكاثوليك، وهم المغلقون فكريا". ولفت مفتي سورية الانتباه إلى أن الوهابية قائمة على 3 أسس، هي الديكتاتورية الفكرية واحتقار الآخر وأنها هي الناجية. وفي شأن آخر وصف حسون نفسه بأنه مسيحي منذ 1400 سنة وأنه لم يترك مريم وأنه حين يقرأ القرآن والعهدين القديم والجديد، ,أنه يدعو إلى الإيمان بالله وبكل رسل الله وبالإنسان، "وبعد ذلك لن يسأل الله هل أنت مسلم أو مسيحي". وقال كذلك إن الله سيسأل الإنسان "هل كنت تعبدني وبأي لغة ؟ هل آذيت أحدا من البشر؟ فإذا لم تؤذ أحدا ادخل إلى الجنة".