تنظم مكتبة الإسكندرية حالياً مؤتمراً بعنوان «اتجاهات التجديد والإصلاح في الفكر الإسلامي الحديث»، بمشاركة نخبة من المفكرين والعلماء. وانطلق المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، أمس مستهدفا قراءة موضوعية لمشروعات التجديد والإصلاح في العالم الإسلامي - خلال القرنين الأخيرين – من خلال فكر أصحابها وإنتاجهم المتميز بعيدا عن عصرنة الاتجاهات. ويتجه المؤتمر إلى ربط الاتجاهات العاملة على الساحة مستوعباً انتماءاتها الفكرية والمكانية، على أن يؤسس هذا التنوع في الأفكار، والتوسع في الجغرافيا لوحدة في الهدف، ومشاركة فعالة في صنع مستقبل الأمة. ويشارك في المؤتمر نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم العربي منهم: إحميده النيفر، التي تقدم ورقة «في الفكر الإصلاحي المغاربي: القضايا، الاعلام، المنهج»، ود. حسن حنفي، الذي يناقش موضوع «مدارس التجديد والإصلاح- الرواد والأفكار: كبوة الإصلاح»، ود. خالد عزب بورقة عنوانها «سؤال التقدم المتعثر: العالم الإسلامي والتقدم العلمي»، وعبدالرحمن السالمي بورقة «اتجاهات الإصلاح والتجديد الديني المعاصر في الجزيرة العربية»، ونوزاد صواش بورقة عنوانها «مدارس التجديد والإصلاح في تركيا الحديثة»، كما يتحدث المفكر الإسلامي الكبير محمد عمارة عن «المرجعية عند رواد الإصلاح بين الغرب والإسلام». ويهدف المؤتمر للعمل على تجديد القراءة لأعمال الرواد ومشروعاتهم للتجديد والإصلاح، ورصد التأثيرات المعاصرة لتلك المشروعات التجديدية والإصلاحية على التيارات والأنظمة والتشريعات، وأن تشكل هذه القراءة وهذا الرصد خلفية تسهم في الجهود المبذولة نحو بلورة الأسس الجوهرية لمشروع إصلاحي معاصر، والعمل على تجديد العقل الإسلامي الراهن بتفعيل طاقاته واكتشاف عناصر القوة لاستلهامها، والمناطق الرخوة لتقويتها. ويناقش المؤتمر خمسة محاور، هي: «مدارس التجديد والإصلاح: الرواد والأفكار»، و «جدل الرواد حول الإسلام والمجال العام»، و «التجديد وإشكاليات التمدن»، و «إشكالية الاستبداد- الحرية»، و «التجديد والإصلاح بين الحاضر والمستقبل: قراءات في الخطاب الإسلامي المعاصر». وتتضمن الجلسة الختامية حلقة نقاشية بعنوان «ماذا بقي وماذا بعد؟»، وتتناول الإجابة على تساؤل: ماذا يبقى من اتجاهات الرواد للتجديد والإصلاح؟، وماذا ينبغي أن يشغل بال المفكرين الإسلاميين الآن؟.