يعرض المتحف الوطني للكمبيوتر في باكينغهامشاير ببريطانيا أقدم جهاز كمبيوتر رقمي في العالم. وقد أعيد الكمبيوتر، الذي يصل وزنه الى طنين ونصف، والمعرف باسم (ويتش) للحياة بعد جهود استمرت ثلاث سنوات. كان الجهاز في أوج نشاطه خلال فترة الخمسينيات عماد العمل داخل برنامج بحوث الطاقة الذرية البريطاني، وقد أفضت مصادفة سعيدة الى اعادة اكتشاف هذا الجهاز داخل غرفة بمخزن البلدية. اعمال التجديد يعرض الجهاز رسميا في معرض عام في اطار احتفالات رسمية يقيمها المتحف الوطني للكمبيوتر في بليتشيلي بارك في العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني. وسوف يحضر حفل افتتاح المعرض المهندسون الذي شاركوا في عملية التجديد فضلا عن فريق العمل الذي استخدمه والطلبة الذين تلقوا تدريبات أولى على الجهاز. بدأت اعمال تصميم وبناء الجهاز عام 1949 وكان الغرض من البناء هو مساعدة اعمال العلماء في مؤسسة بحوث الطاقة الذرية في هارويل في اوكسفوردشاير. كما كان الغرض من الجهاز تخفيف الاعباء عن كاهل العلماء من خلال اجراء الحسابات الكترونيا وهي عملية كانت في السابق تحتاج الى الات حاسبة لعمليات الجمع. كان أول انطلاق لنشاط الجهاز عام 1951 وعرف باسم هارويل ديكاترون، وهو اسم مستعار من الصمامات المستخدمة في ذاكرة التخزين لديه. وعلى الرغم من السرعة البطيئة للجهاز والتي تصل الى عشر ثوان لاتمام عملية جمع تتألف من رقمين فقط أثبت اعتمادية وامكانية عمل قد تستمر الى ثمانين ساعة اسبوعيا. وبحلول عام 1957 استبدل باجهزة كمبيوتر اخرى اسرع واصغر حجما، فيما جرى تسليم الجهاز الى كلية (وولفرهامبتون اند ستافوردشاير) للتكنولوجيا حيث استخدم في اغراض تدريس البرمجة وبدأ اطلاق اسم (ويتش) عليه. وفي عام 1973 تبرعت به الكلية الى متحف برمينغهام للعلوم والصناعة وظل يعرض هناك لمدة اربع وعشرين سنة حتى عام 1997 عندما اغلق المتحف وبعدها جرى تفكيك الجهاز وتخزينه. وبالصدفة اكتشف كيفين موريل، احد اعضاء مجلس امناء المتحف الوطني للكمبيوتر، (ويتش) في صورة التقطها أحد مهندسي تجديد اجهزة الكمبيوتر كان في زيارة للمخزن يسعى الى الحصول على مكونات لتجديد جهاز أخر. وقال موريل انه عندما كان صغيرا دأب على مشاهدة (ويتش) خلال جولات عديدة في المتحف، وسرعان ما تعرف على اجزاء الجهاز في خلفية الصورة. وخلال زيارات متكررة للمخزن عثر على كثير من اجزاء الجهاز (ويتش) ونقلت الى المتحف في (بليتشلي) حيث بدأت اعمال التجديد. قاد أعمال التجديد ديلوين هولرويد مهندس التجديد حيث قال ان الجهاز كان في حالة "رثة" للغاية عندما وصل الى بليتشلي ريماركابلي"، مضيفا انه لم يكن يعاني من اضرار كبيرة في الجسم الخارجي. وقال موريل "من المهم للغاية ان يكون لدينا جهاز مثل هذا يعود لينبض بالحياة والعمل حيث يتيح لنا فهم حالة التكنولوجيا في اواخر الاربعينيات في بريطانيا."