ينشغل الشارع السوداني، في الوقت الحالي، بمسألة الوضع الصحي للرئيس عمر البشير، حيث باتت من أهم الموضوعات المتداولة في النقاشات اليومية بين المواطنين هناك، ولاسيما خلال جلساتهم الخاصة، وعلى صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك وتويتر. يأتي هذا الاهتمام غير العادي بسبب خضوع "البشير" لعملية جراحية في حنجرته في يوليو الماضي بالعاصمة القطرية. هذا الحديث تابعه سؤال مُلِحّ عمّن سيخلفه لاسيما أنَّه وصل إلى سدة السلطة في 30 من يونيو في عام 1989 عبر التحالف المدني المتمثل في الجبهة الإسلامية بزعامة حسن الترابي والعسكريين الملتزمين فيها. وعلى الرغم مما أكّدته دوائر مقربة من الحكومة السودانية لصحيفة "الشرق الأوسط" من أن "البشير" أجريت له هذه العملية، إلا أنها نفت أن يكون وضعه الصحي خطيرًا، وقالت إنَّ الأطباء نصحوا البشير بعدم الحديث والخطب الجماهيرية، وكانت آخر خطبة له أمام البرلمان القومي قبل عشرة أيام عندما طرح الاتفاق الذي وقعه مع نظيره الجنوبي سلفا كير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ولوحظ أن الخطاب كان مختصرًا، وبعدها أصبح يحضر المناسبات من دون أن يقدم خطبة كما كان معتادًا، ويكلف آخرين. من جانبه قال الصحفي محمد لطيف، وهو من أقرباء الرئيس، للصحيفة اللندنية إن "البشير" قد خضع لعملية جراحية بعد إصابته بالتهاب حاد في حنجرته، لافتًا إلى أن الأطباء منعوه من الخطب، ونصحوه بألا يكثر من الأحاديث. وأضاف قائلاً: إن البشير كثيرًا ما يظهر في أماكن ويتحرج من عدم الحديث، لذلك فإن الأطباء فرضوا عليه راحة إدارية بأن يخفف حتى من عمله الروتيني، مستدركًا بقوله بأنه "يذهب إلى القصر بشكل عادي ويلتقي ضيوفه عندما تكون هناك برامج موضوعة أصلاً، معتبرًا أن الحديث عمن سيخلف البشير طرحته دوائر أخرى، لكنه لم يطرح داخل المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) أو الحركة الإسلامية. فيما قال كمال عمر- الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي- إنَّ صحة البشير أصبحت من القضايا المتداولة بقوة في عدة أوساط بما فيها أروقة النظام، وأضاف قائلاً: إنَّ الأدلة الظرفية بعدم ظهوره في مناسبات كثيرة ومحاصرته من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب بالقبض عليه جعلته ينزوي، وأن تحركه أصبح قليلاً، وقال إنَّ نائبه الأول علي عثمان طه أيضًا لديه إشكالات صحية لكن لم يعلن عنها.