في الوقت الذي تمر فيه العلاقات السعودية المصرية بشيء من التوتر قام وفد مكون من أكثر من 100 شخصية سياسية ودينية وثقافية برئاسة كل من رئيس مجلسي الشعب محمد الكتاتني، ورئيس مجلس الشورى أحمد فهمي، تعبيراً عن عمق العلاقات بين البلدين. واستقبل صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية الوفد امس بقصر المؤتمرات حيث عقد لقاء مفتوحاً مع الوفد، ونقل لهم ترحيبات خادم الحرمين وسمو ولي العهد والشعب السعودي، وقال الامير سعود يسرني باسم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وباسم الشعب السعودي أن أرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية وهي بادرة لا شك مقدرة ولكنها غير مستغربة على الشعب المصري العظيم والعريق ولا شك أنها تجسد وبكل وضوح عمق ومتانة أواصر المحبة والأخوة والصداقة التي تجمع بين الشعبين والبلدين الصديقين.. الفيصل: لا نستبعد وقوف أصابع خارجية خلف ما يحدث ولا ندعم لنتدخل في شؤون الآخرين وقال سموه اسمحو لي أن اختصر حديثي معكم في عدة نقاط، إننا نرحب دوما وأبدا بأشقائنا المصريين في المملكة، وقد كان وجود مئات الألوف منهم لدينا خير عون لنا في تحقيق ما نصبو إليه من نماء ورفاه وتقدم، ومن الثابت إحصائيا أن الجالية المصرية الكريمة في المملكة من أكثر الجاليات فخرا بالسلوك، والتزاما بالقوانين، وتحليا بمكارم الأخلاق وكريم التعامل، وهذا مجددا ليس بمستغرب عليهم. الكتاتني: مصر بعد الثورة تريد أن تكون علاقاتها مع شقيقتها السعودية علاقات أعمق مما كانت في السابق وأضاف إننا في المملكة العربية السعودية ننظر إلى أشقائنا نظرة الأخ والصديق والمحب نسعد لأفراحهم ونحزن لأحزانهم ونتمنى لهم كل الخير في كل الأوقات ولا يمكننا مطلقا أن نأخذ الأبرياء بجريرة أي مذنب إذ لا تزر وازرة وزر أخرى، كما أننا لم ولن نتخذ من الأخوة والمحبة والصداقة ستارا لتبرير التدخل في شؤونهم، أو فرض الوصاية عليهم، فأهل مكة أدرى بشعابها، والشعب المصري العظيم أدرى بمصالحه من أية جهة أخرى خارجية.. ومنطلقنا في المملكة من الأخوة والمحبة والصداقة أن تكون صادقة وتلتزم الاحترام المتبادل، ومن هنا فإننا لا ندعم لنتدخل في شؤون الآخرين، ولا نتبع دعمنا بالمن والأذى، بل ندعم الأشقاء لأن مصيرنا مشترك وأهدافنا مشتركة ومصالحنا مشتركة. واوضح سمو وزير الخارجية أن التاريخ أثبت مرارا وتكرارا أن أي تلاقي وتقارب وتعاون بين بلدينا الشقيقين كان دوما يحقق المصلحة العليا للأمتين العربية والإسلامية علاوة على تحقيقه المصلحة المشتركة للبلدين للشعبين العربي السعودي والعربي المصري ولذلك فإننا لا نستبعد أبدا أن تقف أصابع خارجية لا تريد الخير لنا، ولا لمصر ولا للأمة جمعاء، وراء أي تعكير في صفو العلاقات الراسخة والمتينة والمتنامية بين بلدينا وشعبينا، ونحن واثقون كل الثقة إن شاء الله أن العقلاء من الطرفين قادرون على تجاوز الصغائر وإدراك ضخامة القواسم المشتركة بيننا التي تدعونا دوما للسعي نحو المزيد من التقارب والتعاون والتحالف. من جهته اكد رئيس مجلس الشعب المصري محمد سعد الكتاتني أن الوفد جاء باسم الشعب المصري ليعبر عن عمق العلاقات التاريخية بين الشعب المصري والسعودي. واضاف جئنا لنعبر عن تقديرنا للمملكة حكومة وشعباً وان عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين لا يمكن ان تتأثر لحادث فردي يجري هنا او هناك فها هو ذا الوفد المصري ممثل بكل طوائف الشعب والاحزاب وقيادات الازهر والكنيسة والفنانون واساتذة الجامعات أتوا جميعاً ليعبروا عن تقديرهم للمملكة حكومة وشعباً، واشار الكتاتني قائلاً نحن نستشعر ان الشعب المصري والسعودي هما شعب واحد يعيش في قطرين وإن كنا ننسى فلن ننسى ابداً المواقف الكريمة للمملكة العربية السعودية إبان حرب اكتوبر والموقف النبيل والكريم للملك فيصل، واضاف الدكتور الكتاتني مصر ايضاً جاء رجالها ومعلموها للسعودية ليكونوا بين الاشقاء فنحن شعبان وقطران نتكامل في الاهداف ودائماً ما يقول الساسة في تحليلاتهم ان مصر والسعودية يمكن ان يقودا المنطقة، فمصر بتاريخها والمملكة بتاريخها وإمكاناتها قادرتان على قيادة المنطقة، مصر بعد الثورة تريد ان تكون علاقاتها مع شقيقتها السعودية علاقات اعمق واكبر وأفضل مما كانت عليه، وإن كانت العلاقات حتى قبل الثورة كانت بالمقارنة بغيرها من الدول كانت جيدة، وإنما نتطلع لعلاقات افضل. الجالية المصرية في السعودية والاخوة السعوديون في القاهرة كل يشعر انه في بلده الثاني وعمق العلاقات متجذر ومتأصل، الاستثمارات الموجودة في مصر والعكس تدل أيضاً على مدى الترابط والتعاون المشترك. مصر بعد الثورة تحتاج إلى دعم الاشقاء وإلى دعم المملكة وهي من أولى الدول التي نتطلع لأن تقف بجوار مصر وهي تمر بمرحلة التحول الديموقراطي وتبني مؤسسات الدولة. أكرر جئنا لنعبر عن عمق مشاعرنا ولا يمكن لحادث عابر ان يعكر صفو هذه العلاقات. وفور فراغ الامير سعود الفيصل والدكتور محمد الكتاتني من كلمتيهما، طالب عدد من اعضاء الوفد بأن يعود السفير قطان معهم على الطائرة ذاتها التي قدموا بها، مثنيين على سفير المملكة وأنه يحظى باحترام المصريين وحبهم.