اجرى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة محادثات تركزت على الوضع في سوريا غداة دخول وقف اطلاق نار هش حيز التنفيذ في هذا البلد الخميس. ونقلت وكالة الانباء السعودية انه جرى خلال اللقاء "بحث مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في كل المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين". وكان السفير التركي في السعودية احمد مختار غون اعلن قبل وصول اردوغان لوكالة فرانس برس ان "الملفات الاقليمية الرئيسة وعلى راسها الملف السوري ستطرح خلال المشاورات" بين العاهل السعودي واردوغان الذي وصل في وقت متاخر من مساء الخميس الى الرياض. واضاف غون ان "تركيا تعطي اهمية كبرى للتنسيق مع السعودية"، واصفًا الرياض بأنها "الصديق والشريك الاقرب لتركيا في المنطقة". وكان النظام السوري والمعارضة اعلنا عن موافقتهما على وقف اطلاق النار بموجب خطة موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان، الا ان اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين عنه اندلعت الجمعة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، كما سقط خمسة اشخاص برصاص قوات الامن. وتشكك تركيا في صدق نوايا سوريا في احترام وقف اطلاق النار ووقف اعمال العنف التي اوقعت اكثر من عشرة الاف قتيل منذ اذار/مارس الماضي بحسب المرصد. وكان اردوغان اعتبر الخميس بعد زيارة الى الصين، الحليفة لسوريا، ان دمشق لا تحترم وقف اطلاق النار، ودعا الرئيس السوري بشار الاسد الى سحب دباباته من المدن السورية. وقال اردوغان قبل توجهه الى الرياض "هناك خطة من ست نقاط اقترحها انان ... هل يتم تطبيقها؟ لست متفقا مع الراي القائل إنه يتم تطبيقها". من جهتها، اعربت السعودية عن استنكارها للقمع العنيف للاحتجاجات الشعبية في سوريا واغلقت في اذار/مارس سفارتها في دمشق بعدما استدعت سفيرها في اب/اغسطس، وهو ما حذت خمس دول خليجية اخرى حذوه. وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اعتبر في الرابع من اذار/مارس ان "من حق" المعارضة السورية ان تتسلح "للدفاع عن النفس"، وهو موقف ايدته قطر التي تستضيف في 18 نيسان/ابريل اجتماعا للجنة الوزارية للجامعة العربية حول سوريا. ولخصت صحيفة عكاظ الجمعة موقف الرياض قائلة "اننا نعتقد ان على مجلس الأمن أن يحضر نفسه لمرحلة ما بعد خرق هذا الاتفاق، واسقاط المبادرة على ايدي هذه السلطة.. لانها لا تبدو مستعدة لتغيير سلوكها العام.. والتسليم بحق الشعب السوري في أن يختار نظامه". من جهته، صرح عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث والموجود في اسطنبول حاليا لفرانس برس، ان "الزيارة تكتسب اهمية خاصة وتعكس قوة العلاقات بين المملكة وتركيا". ومن المفترض ان يبحث اردوغان علاوة عن المساعدة الانسانية الى اللاجئين السوريين في تركيا في "البدائل في حال فشلت خطة كوفي انان، وبحث دعم المعارضة السورية بما يمكنها من الدفاع عن نفسها اي بحث امكانية تسليحها وتحديد نوعية الاسلحة التي يمكن ان تحتاجها المعارضة". واشار رئيس مركز الخليج للابحاث ان "المباحثات ستشمل بحث تداعيات فيما لو انتهكت القوات السورية الحدود التركية". وشددت تركيا التي تستضيف قرابة 25 الف لاجئ سوري لهجتها ازاء دمشق بعد تصعيد مفاجئ للتوتر على الحدود بين البلدين اثر اطلاق نار من الجانب السوري ادى الى اصابة اربعة سوريين وتركيين اثنين في مخيم للاجئين على الاراضي التركية. واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة ان تركيا بدات في تلقى المساعدات الدولية المرسلة الى اللاجئين السوريين الموجودين على اراضيها. وقال داود اوغلو للصحافيين في اسطنبول "بدانا في تلقي المساعدات الدولية" وذلك بعد تزايد اعداد اللاجئين الى تركيا فرارا من اعمال العنف في سوريا. واعلن الحلف الاطلسي الذي تنتمي اليه تركيا الخميس في رد على اطلاق النار انه ياخذ حماية الدول الاعضاء "على محمل الجد".