استمر الغموض على صعيد الانتخابات الرئاسية المصرية، قبل اقتراب موعد إغلاق باب الترشح، إذ حسمت أكدت لجنة الانتخابات الرئاسية تلقيها مذكرة تفيد بأن والدة المرشح السلفي، حازم صلاح أبوإسماعيل، حصلت على الجنسية الأمريكية، ما يهدد برفض طلب ترشحه، بينما ينظر القضاء بمصير قانونية ترشيح القيادي بالإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، ما دفع الجماعة الإسلامية لطرح مرشح "احتياطي" في حال إقصاء سائر المتنافسين. وقال محمد حسان حماد، سكرتير مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن الجماعة سوف تطرح مرشحا إسلاميا احتياطيا لخوض انتخابات الرئاسة وذلك خلال الساعات القليلة الباقية على انتهاء تقدم المرشحين بأوراقهم إلى اللجنة العليا للانتخابات الأحد. وأضاف حماد، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلها موقع التلفزيون المصري، إنه مع احتمال استبعاد أكثر من مرشح إسلامي لأسباب مختلفة من جانب لجنة الانتخابات "لا يبقى أمام الجماعة سوى النزول بمرشح احتياطي للكتلة الإسلامية، بحيث إذا سارت الأمور بطريقة جيدة فسيتم سحب المرشح لصالح مرشح إسلامي آخر أوفر حظا." وأعرب حماد عن توجس الجماعة والتيار الإسلامي عموما من المادة 28 من الإعلان لدستوري والتي تحظر الطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية. وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان لجنة الانتخابات الرئاسية، برئاسة المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة ورئيس المحكمة الدستورية العليا، أنها تلقت السبت مذكرة رسمية من وزارة الخارجية، تفيد بحصول نوال عبد العزيز نور، والدة المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل، على الجنسية الأمريكية في 25 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2006. وأوضحت اللجنة أن المذكرة "جاءت في ضوء طلب اللجنة بالاستعلام عن جنسية المرشح المذكور ومرشحين آخرين وجنسية والديهم وزوجاتهم، حيث قامت وزارة الخارجية المصرية بمخاطبة نظيرتها الأمريكية،" والتي ردت بتأكيد حصول والدة أبوإسماعيل على الجنسية الأمريكية، كما زودت نظيرتها المصرية "صورة من الطلب المقدم منها للحصول على الجنسية الأمريكية." وذكرت اللجنة أنها قررت ضم تلك المكاتبات لملف ترشح أبوإسماعيل وإخطاره بها، وجرى بالفعل إخطار وكيله أيمن ألياس بمضمون الكتابين "إثر عدم رد المرشح على هاتفه المحمول المعطى رقمه للجنة." أما أبوإسماعيل، فرد بأنه سيلقي بياناً حول القضية مساء السبت من مسجد بمنطقة الجيزة، وسيقوم خلال ذلك ب"كشف مفاجآت مثيرة" وفقاً لما نقل عنه. وفي سياق متصل، أجلت محكمة القضاء الإداري السبت دعوى وقف ترشح خيرت الشاطر، المرشح الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، لانتخابات الرئاسة، وذلك لجلسة في العاشر من أبريل/نيسان الجاري، ما يعني أن القرار سيصدر بعد إغلاق باب الترشح. وكان النائب أبو العز الحريري، المرشح للرئاسة بدوره، قد أقام الدعوى وطالب فيها ببطلان قرار العفو عن خيرت الشاطر مرشح جماعة الاخوان المسلمين للرئاسة وبعدم مشروعية قرار رد الاعتبار لعدم مضي 6 سنوات على قرار العفو، كما طالب ببطلان قرار ترشحه للرئاسة. كما أعلن باسم خفاجي أنه انسحب من انتخابات الرئاسة بسبب "تغير خريطة السباق الرئاسي بشكل يثير علامات استفهام متعددة، وحرصه على ألا يتفتت الصوت الإسلامي في مواجهة قائمة متصاعدة من المكائد داخلياً وخارجياً،" موضحا أن الخيارات القوية المرتبطة بالتيارات الإسلامية الفاعلة "ستكون فرصتها في النجاح أكبر من الخيارات المنفردة" على حد تعبيره. كما قضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ليل بحرمان أيمن نور، مؤسس حزب "غد الثورة" من القيد في قاعدة بيانات الناخبين لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة على نحو يترتب عليه عدم جواز ترشحه لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية. وجاء ذلك الحكم باستبعاد أيمن نور من خوض الانتخابات في ضوء الدعوى القضائية التي سبق إقامتها من جانب أيمن نور لإدراج اسمه ضمن قاعدة بيانات الناخبين استنادا إلى صدور قرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة برد اعتباره له وإلغاء كافة العقوبات التبعية والتكميلية، ولكن المحكمة استندت إلى القانون الذي يوجب مرور ست سنوات من تاريخ انتهاء العقوبة أو صدور العفو لتمكين من صدر بحقه حكم قضائي لممارسة حقوقه السياسية.