تعقّدت خريطة الانتخابات الرئاسية في مصر المقررة في 23 و 24 أيار (مايو) المقبل بعد تأكيد خوض نائب الرئيس السابق عمر سليمان خوض المنافسة وسحبه ملف الترشح أمس استعداداً لتقديم أوراقه اليوم، في وقت عقد حزب «الحرية والعدالة» اجتماعاً لهيئته العليا مساء لبحث الدفع برئيس الحزب محمد مرسي مرشحاً للرئاسة خشية استبعاد خيرت الشاطر وسط حديث عن معوقات قانونية قد تُعيق ترشحه على خلفية الحكم بسجنه، وعلى رغم صدور قرار بالعفو عنه من المجلس العسكري. وبات في حكم المؤكد خروج المرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل من المنافسة بعدما أكدت اللجنة القضائية العليا المشرفة على انتخابات الرئاسة أنها تلقت من وزارتي الداخلية والخارجية ما يفيد حصول والدته على الجنسية الأميركية قبل وفاتها، ما يجعل شروط الترشح لا تنطبق عليه. ويتقدم عمر سليمان اليوم إلى اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة بأوراق ترشحه مدعومة بأكثر من 30 ألف توكيل شعبي، بعدما زار اللجنة أمس لسحب أوراق الترشح. واختار سليمان أن يتقدم بأوراق ترشحه في اليوم الأخير بعد أن تراجع عن قراره الاعتذار عن عدم خوض المنافسة إثر تظاهرة لأنصاره طالبوه فيها بالترشح. وشهد مقر اللجنة في القاهرة وجوداً أمنياً مكثفاً استباقاً لحضور سليمان وسط حشد من أنصاره. ويُنظر إلى ترشح سليمان على أنه ردٌّ من المجلس العسكري على ترشح الشاطر للرئاسة. وفيما رحَّب المرشح لانتخابات الرئاسية أحمد شفيق بخطوة سليمان، جدَّد نفيه نيته الانسحاب من السباق الرئاسي لمصلحة سليمان، وأكد أنه باق حتى النهاية. لكنه، في المقابل، لم يستبعد قرار التراجع عن المنافسة «بعد العودة إلى قواعده الانتخابية». في غضون ذلك، انتقدت غالبية القوى السياسية والثورية قرار سليمان على اعتبار أنه مرتبط بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وفي وقت دافع المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود المنسّق القانوني لحملة «خيرت الشاطر رئيساً لمصر» عن موقف مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» وسط جدال حول قانونية ترشحه والعفو الذي أصدره المجلس العسكري عنه، عقدت الهيئة العليا لحزب «الحرية والعدالة» اجتماعاً طارئاً دعت إليه عدداً من النواب للبحث في إمكان الدفع بمحمد مرسي مرشحاً عن الحزب لانتخابات الرئاسة تحسباً لاستبعاد الشاطر، ما يُظهِر أن جماعة «الإخوان» مُصرّة على المنافسة على مقعد الرئاسة. وقالت مصادر في حزب «الحرية والعدالة» ل «الحياة» إن الهيئة العليا قد تتخذ قراراً بالدفع بمرسي «كمرشح احتياطي» في حال استبعاد الشاطر، مشيرة إلى أن القرار إن اتخذ سيعني تقدم مرسي إلى لجنة الانتخابات اليوم لتقديم أوراق ترشيحه عن الحزب، لافتة إلى أن الشاطر ترشح من خلال جمع توكيلات من نواب البرلمان وليس باسم الحزب. ويمكن شطب ترشح الشاطر بسبب سجنه سبع سنوات بحكم محكمة عسكرية عام 2007 والإفراج عنه بعد فترة قصيرة من إطاحة مبارك. لكن محامي «الإخوان» عبدالمنعم عبدالمقصود قال إن الشاطر حصل على عفو عن العقوبة وما تبعها من حرمان لفترة من ممارسة الحقوق السياسية. لكن وكالة «رويترز» أوردت أنه لم يصدر إعلان رسمي بالعفو عن العقوبة. وتراجع السفير عبد الله الأشعل أمس عن قرار الانسحاب لمصلحة خيرت الشاطر، وقرر التقدم اليوم بأوراق ترشيحه للرئاسة عن حزب «الأصالة» السلفي. وقال الأشعل ل «الحياة» إنه رأى أن حال الاستقطاب الحالية بين القوى المدنية والإسلامية تقتضي منه الترشح للرئاسة. في غضون ذلك، أعلن رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المستشار فاروق سلطان أن اللجنة تسلَّمت خطابين من وزارة الخارجية، يتضمن أولهما أن وزارة الخارجية الأميركية أفادت بأن السيدة نوال عبدالعزيز نور والدة المرشح حازم أبو إسماعيل حصلت على الجنسية الأميركية في 25 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006، ويتضمن الثاني صورة من الطلب المقدَّم منها للحصول على الجنسية. ولم يوضح سلطان ما إذا كان هذا الأمر من شأنه إطاحة أبو إسماعيل أم لا، لكن من المعروف أن الإعلان الدستوري يشترط أن يكون المرشح من أبوين مصريين. ونظّم مناصرون لحازم أبو إسماعيل مسيرة ضخمة في القاهرة قبل أيام أيدت بقاءه في حلبة المنافسة على الرئاسة، وردد المتظاهرون هتافات مثل «يا اللي بتسأل على الجنسية... أبو إسماعيل أمه مصرية» و «يسقط يسقط حكم العسكر» و «الشعب يريد تطبيق شرع الله». وعلى لافتة كبيرة كتبت عبارة «رسالة للعسكري: تزوير الانتخابات ثمنه رؤوسكم»، في إشارة إلى رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وعلى الجانب الأيسر العلوي من اللافتة رسمت بقعة دم كبيرة. ويتهم منظمو حملة انتخاب أبو إسماعيل المجلس العسكري والحكومة المعينة من قبله بالسعي لمنعه من خوض الانتخابات بإثارة مزاعم عن جنسية والدته.