يتحدث بعض سكان مكةالمكرمة هذه الأيام عن حلاق مصري تورط قبل 10 أيام بمشكلة لوجستية مع زبون سعودي لا يعرف كيف يتوصل معه إلى حل، لذلك وصلت إلى محكمة ستبدأ بالفصل فيها الأسبوع المقبل، وملخصها أن الحلاق قص قسماً من شارب السعودي بالخطأ، فغضب الزبون وتلاسن معه، ثم احتدم التلاسن حتى وصل إلى تضارب داخل المحل بحسب ما نشره موقع العربية نت. أما المحامي المكلف بحل المشكلة في المحكمة، وهو سعد القحطاني، إنه لا يعرف الحلاق ولا زبونه السعودي، "إنما كلفوني بحل المشكلة بينهما، ويبدو أنها صعبة، فالحلاق أبدى رغبة بالتعويض، لكن الأخير رفضها، ويصر على أن تلفظ المحكمة حكمها الشرعي بما حدث"، وفق تعبيره. والذي حدث أن الزبون دخل إلى صالون الحلاقة يوم الجمعة قبل الماضي، وطلب حلق لحيته، فجلس وبدأ الحلاق يقصها له كالمعتاد، في حين كان الزبون يعلك في فمه قطعة لبان (علكة)، ويبدو أن يد الحلاق تأثرت بانحرافات الفك من مضغ اللبان بعض الشيء، فمال المقص إلى شارب الزبون، وقص قسماً من الشعر، فتغير شكل الشارب تماماً، لذلك غضب الزبون طبعاً. يضيف القحطاني: "يبدو أن الحلاق أسقط الزبون على الأرض أثناء التضارب فجرح أنفه، فاحتدم غضب السعودي أكثر وقدم شكوى لرد الاعتبار، خصوصا أن كرامته أهدرت من خطأ الحلاق بقص جزء من شاربه". وسألته "العربية.نت" عن الحكم الشرعي في مشكلة من هذا النوع، فقال إنه لا يعرف طبيعتها بعد، فهناك إهدار كرامة بسبب الخطأ بقص الشنب، كما هناك تضارب حدث بين الاثنين، وأنا مضطر لدراسة المسألة أكثر، ثم قال: "المشكلة ليست صعبة جداً، لأن الشارب سينمو من جديد، والتضارب تعويضه بسيط أيضاً". أما الصحافي سلمان السلمي فقال إن الحلاق، وهو من مدينة المنصورة وعمره 35 سنة تقريباً: "بالغ بالخطأ، فقد قص أكثر من سنتيمتر من الطرف الأيمن لشارب الزبون السعودي، وعندما نظر الزبون إلى المرآة وجد أن شاربه تغير تماماً عما كان، وبثوان حدث تلاسن تلاه تضارب، فسقط الزبون على الأرض وجرح أنفه، ثم خرج غاضباً نحو أقرب مخفر وقدم شكواه". وأكد السلمي أن الحلاق "م.ن" لم يكن يقصد الإساءة للزبون السعودي البالغ من العمر بين 40 إلى 45 سنة، "لكن كان عليه الانتباه أكثر، وكان عليه أن يطلب من الزبون التوقف عن علك اللبان، إذا كان ذلك يؤدي عادة إلى التسبب بخطأ من الحلاق، لكنه لم يفعل"، وفق تعبيره. وذكر السلمي أنه علم بتقديم الحلاق مبلغ 10 آلاف ريال كتعويض للسعودي، لكن الأخير رفضها ومازال يصر على حكم شرعي من المحكمة، "رغم أن الحلاق مغلوب على أمره، فقد فتح المحل منذ عامين في حي النوارية (يبعد 10 كلم عن وسط مكة)، وهو محل صغير بالكاد مساحته 20 متراً"، كما قال. وما كتبه السلمي في خبر "عكاظ"، أن هيئة التحقيق والادعاء العام بمكةالمكرمة تحقق في القضية التي أدت بالجهات الأمنية إلى القبض على الحلاق في البداية، حيث أودعته السجن طوال 8 أيام على ذمة التحقيق، ثم أطلقوا سراحه بكفالة، لتتم إحالة القضية إلى المحكمة الجزئية في مكةالمكرمة للبت في ملابساتها. وكتب أن المحامي القحطاني أكد بأن القضية قد تؤدي إلى سجن الحلاق لشهرين إذا ثبت عليه التعدي. أما الإصابة التي أحدثها بأنف السعودي، "فيقدرها مقدر الشجاج ويتم دفع قيمتها للمواطن"، مشيراً إلى أن الحكم يتم بناؤه على نوعية القضية ونطق المتخاصمين أمام القاضي، إضافة إلى القرائن والأدلة المتوفرة التي تساعده على الوصول للحقيقة.