احتلّ الجانب الاقتصادي الحيّز الأكبر من اللقاءات التي جرت، بالعاصمة السعودية الرياض، بين رئيس الوزراء التونسي، حمادي الجبالي، وولي العهد السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، ولدى لقائه العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وأيضا مع نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين؛ فيما لم يتمّ التطرّق إلى مسألة تسليم الرئيس التونسي السابق. الصمت على المطالبة بتسليم بن علي أثارت حفيظة بعض المراقبين في تونس، الذين اعتبروا أن "حزمة الوعود الاقتصادية الضخمة التي كسبها الجبالي من زيارته إلى السعودية كانت نتيجتها السكوت على ملف تسليم الرئيس التونسي السابق وعائلته المتواجدة بالسعودية". ويقوم رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي بزيارة إلى المملكة العربية السعودية التقى خلالها بولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز. واستعرض الجانبان، خلال المباحثات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والتطورات التي تشهدها تونس.. وكان رئيس الحكومة التونسية، حمادي الجبالي، استهل زيارته إلى السعودية في الثامن عشر من شهر فبراير الجاري بلقاء رجال الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في مدينة جدة.. كما التقى في الرياض عددا من رجال الأعمال في مجلس الغرف التجارية السعودية. وألمح الجبالي إلى أن الاقتصاد التونسي في حاجة إلى مليار يورو تقدّم على شكل منح وودائع لخزينة تونس وقروض طويلة الأجل للخروج من أزمته الراهنة.. وشدد على أن "بلاده تستهدف رجال الأعمال السعوديين بوجه خاص، كونهم يمتلكون الخبرة في إنشاء وتشغيل المدن الصناعية، متعهدا بإزالة كافة العوائق التي تواجه تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى بلاده، وخاصة الاستثمارات السعودية وحل جميع المشاكل التي كانت تواجههم". ووعد الجبالي رجال الأعمال السعوديين بإنهاء موضوع تأشيرات رجال الأعمال المستثمرين السعودية في تونس، وببذل كافة الجهود اللازمة لتحسين القوانين والأنظمة التي تعرقل الاستثمار في تونس. وطالب الجبالي رجال الأعمال في البلدين بتكثيف الزيارات المتبادلة والتواصل مع المستثمرين في البلدين؛ ومن المنتظر في هذا الإطار، أن يقوم وفد من رجال الأعمال والاستثمار السعوديين بزيارة إلى تونس في شهر مارس/آذار المقبل. وشدد رئيس الحكومة التونسية مرارا خلال لقاءاته على أن "توثيق التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية أهم من أي شيء آخر"، في إشارة إلى الانتقادات التي وجّهتها جهات تونسية إلى الحكومة على خلفية تصريحات الجبالي بأن "تونس لن تطالب السعودية بتسليم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على لأن العلاقة مع السعودية ركن استراتيجي في سياستها الخارجية".. وقد اعتبر ناشطون حقوقيون وإعلاميون في تونس أن هذه التصريحات تأتي ل"طمأنة السعودية، أن استضافتها للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، لن تمثل عائقا في تطوير العلاقات بين البلدين. وأيضا ل"رأب الصدع" على إثر التصريحات التي أدلى بها رئيس حركة النهضة، الشيخ راشد الغنوشي، إلى معهد واشنطن للدراسات، خلال زيارته إلى واشنطن، "بأن المملكة العربية السعودية مهددة بثورات الربيع العربي"، الأمر الذي أثار استياء الأوساط في المملكة. وكان الأمير نايف قال في تصريحات سابقة إن "الإخوان يشككون بعقيدة القيادات وفي صحة انتمائها ويحتكرون التفسير ويدعون معرفة الحقيقة ويتهمون الأكثرية بالضلال "..." الكثير منهم اعتمد منهجا يرتدي عباءة الإسلام لزعزعة الأمة وتفتيتها بالتشكيك في قيادتها". مضيفاً "احتضنا الكثيرين من أعضاء هذا التنظيم، فانتهزوا السماحة والكرم وعملوا على بث أفكار لا تتفق مع الإسلام الصحيح". وأضاف أنهم "سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما في عالمنا الاسلامي".