قالت صحف سعودية اليوم الثلثاء (4 أكتوبر/تشرين الأول 2011) إن " الملف الأسود ل "خلية ال 17" التي يحاكم أفرادها حاليا أظهر إصرارا كبيرا على الإجرام من خلال القيام بأعمال إرهابية داخل وخارج المملكة العربية السعودية، بل والسعي إلى الإفساد من خلال تجنيد الشباب وطلاب العلوم الشرعية والإيقاع بين عناصر المجتمع من خلال التخطيط لقتل أحد رموز الشيعة لتحفيز المقربين منه لأخذ الثأر من قوات الأمن السعودي بعد إيهامهم أن من قتله هم رجال الأمن". وأشارت الصحيفة السعودية إلي أن "خلية ال 17" ارتبطت "بشخص يدعى "أبو الوليد" كانت مهمته استقبال المجندين من السعودية وإرسالهم إلى العراق إلى جانب جمع الأموال التي تصله من المجندين لشراء الأسلحة. وقد سبق أن تم القبض على عدد من أفراد هذه الخلية وتعاملت معهم الجهات الرسمية في غاية التقدير، وأخذت عليهم تعهدًا وإطلاق سراحهم إلا أنهم عادوا مرة أخرى لفعلهم الشنيع وتنكروا لكل قيم الوفاء والعهد. وتمت إعادة محاكمتهم أمس من جديد وتم إعادة نقض الأحكام السابقة التي بموجبها أخلي سبيلهم". وأكدت الصحيفة أن الخلية المكونة من 17 شخصا وجميعهم سعوديون "عملت على تنفيذ مخططات داخل المملكة العربية السعودية ومنها جمع أكبر قدر من الأسلحة عن طريق شرائها من اليمن وتهريبها إلى داخل المملكة، وتنفيذ مخطط عمل ميدان تدريب عسكري في إحدى الصحارى بالمملكة. وقد تم بالفعل استخدامهم لبعض الأسلحة للتدريب والأخرى تم تخزينها للعمليات الإرهابية، وشكلت خلية سوريا فرقة متخصصة للتهريب وشراء السلاح من اليمن وإدخاله". وبينت الصحيفة السعودية أن "أحد أعضاء الخلية بأن هناك أسلحة في اليمن تعد في مصاف أسلحة الدمار الشامل ويبلغ مدى تفجير البعض منها لعدة كيلو مترات. وقد تم التنسيق مع زعيم الخلية "أبو الوليد" في سوريا لشرائها وتوصيلها لمصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق، كما خططت لسرقة مخازن الأسلحة في المملكة لاستخدامها في عمليات إرهابية". وأشارت الصحيفة إلي أنه "إضافة إلى ما سبق فقد قامت الخلية بدعم قناة تلفزيونية تدعى التجديد وهي قناة تخدم مصالحهم وعملياتهم الإجرامية، وكذلك تجنيد طلاب علم شرعي ومتخصصين في الحاسب الآلي.. وقامت بالتخطيط لاستهداف معامل البترول في بقيق". وقالت الصحيفة في عددها اليوم: "إن الخلية وضعت خطة لقتل أحد الرموز الشيعية في السعودية لها ارتباط وثيق مع إيران وحزب الله لخلق بلبلة بين أبناء الوطن الواحد وفتنه وتحفيز المقربين منه لأخذ الثأر من قوات الأمن السعودي والإيهام أن الذي قتله هم رجال الأمن وبذلك يكونون قد حققوا مبتغاهم، وقد تم بالفعل الاتصال بالشخصية الشيعية بالمنطقة الشرقية وإيهامه أن هناك شخصيات تود الالتقاء به"، مشيرة إلي أنه "تم تصوير المكان الذي يعتاده وإرسال كافة التفاصيل عنه إلى زعيم الخلية بسوريا لرسم مخطط الاغتيال وقد قام المتهم 2 والمتهم 14 بالتخطيط لاغتيال أحد مديري شركة سعودية تعمل على بناء البيوت الجاهزة لقتله بحجة أن شركته هي من يمون الجيش الأمريكي بالعراق بالمساكن الجاهزة واغتياله تحت أحد الجسور التي يمر منها إلى عمله كي تختفي معالم جريمتهم وقد بدأوا بالتخطيط لكل ذلك بعد أن وجدوا إحدى خطب أيمن الظواهري عبر إحدى القنوات هي بمثابة رسالة لهم للبدء بالعمليات الإرهابية وبدء التنفيذ". ومن جانبها قالت صحيفة الحياة اللندنية أنها علمت أن الشخصية المستهدفة "تنتمي إلى الطائفة الشيعية (شرق المملكة)، بحجة أنه يدعم الميليشيات العراقية وعلى صلة بحزب الله، وخلق فتنة داخلية، بهدف تشتيت رجال الأمن عن الترصد للخلايا الإرهابية. وأوضح المتحدث باسم وزارة العدل عبدالله السعدان، أن التهم الموجهة للمدَّعى عليهم، تضمنت تشكيل خلية إرهابية تنتمي لتنظيم "القاعدة" في اعتناقهم منهجها والتخطيط والشروع في تنفيذ عمليات إرهابية داخل السعودية، واستهدفت منابع النفط تنفيذاً لأوامر زعيم التنظيم الأم في أفغانستان أيمن الظواهري، والشروع في اغتيال شخصيات بالداخل لزعزعة الأمن تحقيقاً لأغراض التنظيم، وإقامة معسكرات تدريبية للمجندين، والتواصل مع منسقين في سورية لإدخالهم إلى العراق، وتوفير الأسلحة والدعم المالي لتلك الأعمال. وشرع القضاء السعودي في إعادة محاكمة الخلية الإرهابية المتهمة بالتخطيط لاغتيال شخصية شيعية، وذلك بعد قرار "محكمة الاستئناف"، القاضي بنقض الأحكام الأولية التي سبق أن أصدرتها المحكمة في هذه القضية. ويوجه الادعاء العام لأفراد الخلية الإرهابية ال17 نحو 97 تهمة، يمكن تلخيصها ب"تشكيل خلية إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة الإرهابي في اعتناقهم منهجه والتخطيط والشروع في تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة استهدفت منابع النفط تنفيذا لأوامر أحد قادة تنظيم القاعدة (أيمن الظواهري)، والشروع في اغتيال شخصيات بالداخل لزعزعة الأمن، تحقيقا لأغراض تنظيم القاعدة، وإقامة المعسكرات التدريبية للمجندين لصالح تنظيم القاعدة بالداخل وفي العراق، وترتيب تواصلهم مع منسقين في سوريا لإدخالهم إلى العراق وتوفير الأسلحة والدعم المالي لتلك الأعمال". وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها "الشرق الأوسط" من أوراق الدعوى، فإن الخلية الإرهابية التي تعمل لصالح تنظيم القاعدة أنهت رسم الطريقة التي ستتم بها تصفية رجل الدين الشيعي، وذلك بعد معرفتها بخط السير الذي تسلكه سيارته. كان أمام الخلية الإرهابية التابعة ل"القاعدة" طريقتان لتصفية المرجع الشيعي، تتضمن الأولى إطلاق النار على سيارته من سلاح رشاش وأن يلوذ منفذو العملية بالفرار، أو أن يتم "تسميم" الشخصية الشيعية الدينية بمادة السيانيد، وهي مادة كيمائية سامة، استخدمتها الاستخبارات الروسية في تصفية خطاب، زعيم المقاتلين العرب في الشيشان. وفكرت الخلية الإرهابية، التي خضعت أمس لإعادة محاكمتها أمام القضاء السعودي، ب3 مخططات إرهابية، كان من ضمنها اغتيال رجل دين شيعي معروف، وذلك بعد أن تم إيهامهم من خلال وسيط "القاعدة" الموجود على الأراضي السورية، بأن هذه الشخصية تعمل على دعم الميليشيات الشيعية المسلحة في العراق مقابل المقاتلين من جانب السنة. ومن التهم الموجهة للمتهم الثاني: تواصله مع أحد أخطر أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي والتكفيري في سوريا عبر البريد الإلكتروني وتنفيذ خطته في مناصرة أبي مصعب الزرقاوي بتجنيده المتهم العاشر لإيصال المبالغ المالية له في سوريا. كما يتهم المتهم الثاني بجمع مبالغ مالية تجاوزت 1.1 مليون ريال، من ممولين للإرهاب بإيعاز من أحد أخطر أعضاء تنظيم القاعدة التكفيري وإرسالها إليه في سوريا، إضافة إلى تستره وتعامله مع عصابات مسلحة من الجنسية اليمنية تزاول تهريب الأسلحة والذخائر إلى السعودية وترويجها وسفره لليمن مع أحد المهربين المقيم في البلاد بطريقة غير مشروعة وشراء مواد متفجرة (تي إن تي) وقنابل وأسلحة حربية (البيكا) و(الهاون) ليقوم المهرب بإدخالها للبلاد وتستره عليه، بالإضافة إلى شروعه مع عضوين من تنظيم القاعدة الإرهابي في السفر للسودان للالتحاق بمعسكرات للتدريب، واتفاقه مع زعيم الخلية المتهم الأول على اختراق أحد مستودعات المتفجرات والصواعق لتنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد. وينتظر أن يعقد القضاء السعودي جلسة لاحقة للاستماع إلى دفاع المتهمين في خلية ال17 الإرهابية، عن التهم الموجهة لهم التي بلغ عددها نحو 97 تهمة.