تحتفل المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا اليوم الجمعة ال23 من سبتمبر الجاري بذكرى اليوم الوطني ال81 الذي يوافق ذكرى إعلان الملك المؤسس الراحل عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيد أجزاء البلاد تحت نفس الاسم بعد نضال طويل من اجل الوحدة وتكريس الأمن والاستقرار والرخاء. وفيما ازدانت شوارع المدن والمحافظات السعودية، وخصصت أماناتها أماكن فسيحة للاحتفال بهذه المناسبة، أضحى تقليداً سعودياً أن ينتهز المسؤولون والمواطنون حلول ذكرى مولد دولتهم الحديثة للقيام ب«جردة حساب» للإنجازات التي تحققت في كل المجالات. ويأتي احتفال المملكة العربية السعودية هذا العام بهذه الذكرى وسط إنجازات متعددة وتفاؤل بواقع ومستقبل أكثر اشراقاً، حيث يجسد اليوم الوطني والاحتفال به الوحدة الوطنية الحقيقية والراسخة والتي بسببها تحولت البلاد خلال ثمانية عقود الى قوة سياسية واقتصادية ودينية ذات شأن بل وصاعدة على مستوى العالم. تطور ومجموعة كما تأتي ذكرى اليوم الوطني السعودي في ظل تطور هائل تشهده بعد 81 عاما من عمر الدولة شمل كل نواحي الحياة واحتلت المملكة عبرها مكانا بارزا على خريطة دول القرار عربيا وإسلاميا وعالميا. وتشهد المملكة العربية السعودية في عهد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز المزيد من المنجزات التنموية العملاقة في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة والاقتصاد. كما شهد عهده، وبفضل سداد سياساته الاقتصادية، ضم السعودية إلى مجموعة الدول ال20 الأكبر اقتصاداً. وأضحى العاهل السعودي أحد نجوم قمم تلك المجموعة التي تضع أسس النظام المالي العالمي وتحدد مسارات الانتعاش وسياسات الرقابة المالية. وأطلق الملك عبد الله، وهو سادس ملوك السعودية، وبعد أيام من توليه مقاليد السلطة في البلاد، مبادرات لصالح الوطن والمواطنين والأمة تمثلت في إنشاء المدينة الاقتصادية التي حملت اسمه وتعد الأكبر في العالم في قيمتها الاستثمارية والفرص التي ستتيحها للاقتصاد الوطني. كما أطلق مدنا اقتصادية أخرى في مناطق مختلفة من السعودية باستثمارات وصلت إلى أرقام فلكية، بالإضافة إلى تبنيه قرارات تتعلق بتحسين ظروف المواطنين السعوديين والمقيمين من خلال زيادة رواتب الموظفين وزيادة مخصصات المستفيدين من الضمان الاجتماعي ومخصصات المتقاعدين وخفض أسعار الوقود. زيارات وحوار كما استهل خادم الحرمين الشريفين عامه الأول في الحكم بزيارات تفقدية لعدد من مناطق المملكة ليتلمس فيها احتياجات المواطنين ويستمع إلى همومهم وآمالهم. ودشن خلال هذه الزيارات مشاريع اقتصادية وصحية وإسكانية وتعليمية ستعود بالأثر الإيجابي والكبير على واقع ومستقبل بلاده. ومما يميز الرؤية السعودية في السعي نحو تحقيق الأهداف التنموية للألفية، زخم الجهود المكللة بالنجاح في الوصول إلى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر والنجاح بإدماج الأهداف التنموية للألفية ضمن أهداف خطة التنمية الثامنة وجعل الأهداف التنموية للألفية جزءا من الخطاب التنموي والسياسات المرحلية وبعيدة المدى للمملكة. ويشيد السعوديون بسياسات خادم الحرمين الشريفين في مجال تكوين الكوادر وبناء الأطر الوطنية، من خلال برنامجه الكبير للابتعاث الذي تم توسيع نطاقه ومدُّ فترته. ويشيرون بامتنان إلى حكمته وجسارته في فتح باب الحوار الوطني الذي شمل المناطق والمحافظات والارتقاء به ليصبح حواراً عالمياً بين الحضارات والأديان والثقافات، وهي مبادرة بلغت ذروتها بقيام خادم الحرمين الشريفين بزيارة إلى دولة الفاتيكان. وتوجت المبادرة بعقد قمة حوار الحضارات والأديان في مقر الأممالمتحدة في نيويورك. ملك الإنسانية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سليل أسرة جذورها ضاربة في الأعماق وتاريخه مشرق وبطولات سطرها الزمان وعراقة نسب وأصل. فهو ابن الجزيرة وابن الصحراء وابن عبد العزيز الملك والإنسان والموحد. فأعمال خادم الحرمين جميعها في خدمة دينه ووطنه والإخلاص لشعبه وأمته ومحبة الإنسانية جمعاء أصبحت أهم صفاته التي يشتهر بها حتى أطلق عليه من لامستهم رحمته من خارج حدود وطنه وأمته لقب «ملك الإنسانية». واكتسب عبد الله بن عبد العزيز بهذه الشخصية الإنسانية والقيادية محبة شعبه السعودي وأمتيه العربية والإسلامية وتقدير جميع شعوب العالم. وعن ذلك يقول ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز في تقديمه لكتاب «ملك نحبه»: «يحظى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمدّ الله في عمره في خدمة دينه ووطنه وأمّته، بمكانة كبيرة في نفوس أبناء الشعب السعودي الأبي. كما يحظى بمحبّة العرب والمسلمين واحترام زعماء العالم. وليس أدلّ على ذلك من احتفاء كلّ مناطق بلادنا به منذ مبايعته خادما للحرمين الشريفين وملكا للمملكة العربية السعودية وإلى الآن واستبشارهم بمزيد من الخير والازدهار على يديه المباركتين، وكذلك الترحيب الذي لقيه من حكومات وشعوب البلدان التي طاف بها شرقا وغربا منذ مبايعته ملكا على البلاد، بل والرحلات التي سبقت مبايعته بسنوات طويلة كان فيها عبد الله بن عبد العزيز أميرا وملكا رجل سلام يتجوّل داعيا للسلام بين مختلف الدول وحريصا على ما يثمر الانجازات المفيدة والعظيمة». ويسجل لخادم الحرمين الشريفين مواقفه الجريئة في العمل العربي والقومي والإنساني حيثما اقتضت المصلحة العربية فهو القادر على مواجهة الأزمات وإيجاد الحلول لها راعي مصالح الإسلام والمسلمين وصاحب مبادرة السلام العربية الراعي للمقدسات الإسلامية والقائم على رعاية الوافدين لها من الحجيج والمعتمرين. اعتمدت المملكة عدداً من البرامج والمشاريع التنموية إضافة لما هو وارد في الخطة الخمسية الثامنة وفي ميزانية الدولة وشملت هذه البرامج والمشاريع مشاريع المسجد الحرام والمشاعر المقدسة وتحسين البنية التحتية والرعاية الصحية الأولية والتعليم العام والعالي والفني والإسكان الشعبي ورفع رؤوس أموال صناديق التنمية، كما تم تعزيز احتياطيات الدولة ودعم صندوق الاستثمارات العامة. ويتواصل العمل حاليا في إنشاء مدن اقتصادية منها «مدينة الملك عبدالله» الاقتصادية في رابغ و«مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد» الاقتصادية في حائل و«مدينة جازان» الاقتصادية و«مدينة المعرفة» الاقتصادية بالمدينةالمنورة إلى جانب «مركز الملك عبدالله المالي» في مدينة الرياض وإعلان مطار المدينةالمنورة مطاراً دولياً وتوسعة مطار «الملك عبدالعزيز» في جدة وإنشاء مطار المدينة الاقتصادية في رابغ، في حين تضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثماني إلى حوالي خمس وعشرين جامعة، إلى جانب افتتاح العديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات.