شدد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، الذي وصل إلى طرابلس جواً، على تأكيد المصالحة والوحدة الوطنية، فيما أعلن الثوار أنهم شنوا هجوماً واسعاً أمس، على بني وليد قبل أن يوقفوا الهجوم لأسباب تكتيكية. وأعلن عبد الجليل عن تشكيل لجنة خاصة بالمصالحة الوطنية في البلاد، وعن الشروع في إجراءات إعادة إعمار مصراتة وأن الأولوية لها . وقال خلال زيارة قصيرة قام بها إلى المدينة، قبل وصوله إلى العاصمة "إن اللجنة ستتركز مهامها على لم الشمل وتأكيد المصالحة الوطنية لبناء ليبيا الجديدة"، وأضاف أن المجلس سيعمل على دعم أسر القتلى من الثوار وعلاج الجرحى والمصابين . وقال عبد الجليل، أمام نحو 300 شخصية محلية في مدينة مصراتة: "الليلة الفائتة انتهت المهلة . لقد مددناها أكثر من مرة وحاولنا فتح الطريق أمام حل سلمي" . وأضاف "الوضع بات في أيدي المقاتلين الثوار . لقد تحدثنا إليهم عبر قادتهم ونترك لهم خيار اتخاذ القرار (بالهجوم) حين يشاءون". وكان عبد الجليل دعا في وقت سابق أمام الصحفيين آخر معاقل القذافي وخصوصا سرت (360 كلم شرق)، وبني وليد (170 كلم جنوبي شرق)، وسبها (وسط) إلى الاستسلام من دون إراقة دماء. إلى ذلك، أعلن الثوار الليبيون أنهم شنوا "هجوماً واسعاً" أمس، على مدينة بني وليد (جنوب شرق)، لإخراج كتائب العقيد معمر القذافي منها، إلا أنهم أوقفوا الهجوم على المدينة "لأسباب تكتيكية"، قد تكون مرتبطة بقصف محتمل لقوات حلف شمال الأطلسي على هذه المدينة . وقال المسئول عن المفاوضات من الثوار عبد الله كنشيل "بدأنا صباح السبت الهجوم الواسع الذي تحدثنا عنه لدخول مدينة بني وليد والسيطرة عليها بعد وصول تعزيزات عسكرية من مناطق أخرى" . وأضاف أن "الثوار باتوا يسيطرون حاليا على مواقع في شمال المدينة ويعملون على تمشيط المناطق المحيطة بهذه المواقع بمواجهة قناصة يتمركزون في بعض المنازل وقد استشهد أحد مقاتلينا برصاص هؤلاء القناصة" . إلا أنه أوضح "أن الثوار تراجعوا بعد ذلك لأسباب تكتيكية قررها القادة العسكريون على الأرض، ربما تكون مرتبطة بعمليات عسكرية ينوي الحلف الأطلسي القيام بها" . وقامت مجموعة من الثوار بمرافقة نحو 30 سيارة تحمل صحفيين إلى منطقة وادي دينار التي تبعد نحو كيلومترين فقط عن مدخل بني وليد ونحو خمسة كيلومترات عن وسطها، حيث تتمركز عشرات الآليات العسكرية التي تحمل على متنها مئات الثوار المدججين بالسلاح وخصوصا راجمات صواريخ . وقال المقاتل عبد الباسط هويد (37 عاماً) وهو صاحب فندق في طرابلس "سيطرنا على معسكر لقوات القذافي يقع عند مدخل مدينة بني وليد، لكننا عدنا وانسحبنا منه بعدما أبلغنا أن قوات الأطلسي قد تقوم بقصفه" . وتوقع "السيطرة على بني وليد هذا المساء" . وأجمع الثوار العائدون من مواقع القتال على المقاومة العنيفة التي يلقونها من القوات الموالية للقذافي، مشيرين إلى أنهم استقدموا أسلحة جديدة . وقال مراسل من "رويترز" على مشارف بني وليد إن طائرات حلف شمال الأطلسي نفذت خمس ضربات جوية على الأقل في محيط البلدة . وقال مسئول من الحلف إن الحلف ينفي تقارير إعلامية بأنه طلب من القوات الموالية للمجلس الانتقالي الانسحاب من بلدة بني وليد استعدادا لشنه هجمات جوية . وأضاف "ليست لدينا اتصالات بقوات المجلس الوطني الانتقالي" .