أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أن الوضع الميداني بات في أيدي المقاتلين لجهة مهاجمة معاقل الموالين لمعمر القذافي، وذلك بعد انتهاء المهلة التي أعطيت لهم للاستسلام. وقال عبدالجليل أمام نحو 300 شخصية محلية في مدينة مصراتة أمس "الليلة الفائتة انتهت المهلة. لقد مددناها أكثر من مرة وحاولنا فتح الطريق أمام حل سلمي". وأضاف "الوضع بات الآن في أيدي المقاتلين الثوار. لقد تحدثنا إليهم عبر قادتهم ونترك لهم خيار اتخاذ القرار بالهجوم حين يشاؤون". وشدد عبدالجليل على أن "أولويتنا الأولى هي تحرير كل الأراضي الليبية، مناطق مثل بني وليد وسرت وسبها". وتابع "علينا ألا ننسى أن معمر القذافي لا يزال حيا ولا يزال يملك المال والذهب لإفساد الناس". وغادر عبدالجليل بنغازي مقر المجلس الوطني الانتقالي متوجها إلى طرابلس، موضحا أن هذه الزيارة تظل "موقتة" وأن الانتقال النهائي للمجلس إلى العاصمة الليبية سيتم "بعد تحرير" كل الأراضي الليبية. ومن جهتهم أعلن الثوار أنهم شنوا "هجوما واسعا" أمس على بني وليد لإخراج كتائب القذافي منها، إلا أنهم أوقفوا الهجوم "لأسباب تكتيكية" قد تكون مرتبطة بقصف محتمل لقوات الأطلسي على المدينة. وقال المسؤول عن المفاوضات من جانب الثوار مع قبائل بني وليد عبدالله كنشيل "بدأنا الهجوم الواسع الذي تحدثنا عنه لدخول بني وليد والسيطرة عليها بعد وصول تعزيزات عسكرية من مناطق أخرى". وأضاف أن "الثوار باتوا يسيطرون حاليا على مواقع في شمال المدينة ويعملون على تمشيط المناطق المحيطة بهذه المواقع بمواجهة قناصة يتمركزون في بعض المنازل وقد استشهد أحد مقاتلينا برصاص هؤلاء القناصة". إلا أن كنشيل أوضح "أن الثوار تراجعوا بعد ذلك لأسباب تكتيكية قررها القادة العسكريون على الأرض ربما تكون مرتبطة بعمليات عسكرية ينوي الحلف الأطلسي القيام بها". وقامت مجموعة من الثوار بمرافقة نحو 30 سيارة تحمل صحفيين إلى منطقة وادي دينار التي تبعد نحو كيلومترين عن مدخل بني وليد، حيث تتمركز عشرات الآليات العسكرية التي تحمل على متنها مئات الثوار المدججين بالسلاح. وقال المقاتل عبدالباسط هويد (37 عاما) وهو صاحب فندق في طرابلس "سيطرنا على معسكر لقوات القذافي يقع عند مدخل المدينة لكننا عدنا وانسحبنا منه بعدما أبلغنا بأن قوات الأطلسي قد تقوم بقصفه". من جهته ذكر الطبيب إبراهيم عيسى (28 عاما) "عالجنا العديد من المصابين بالمعارك حتى إننا تعرضنا نحن للاستهداف بالقنابل العنقودية" مضيفا أن "عائلتي تسكن في بني وليد أتمنى ألا أضطر أن أسعف أحدا منهم". على صعيد آخر وصل موكب من "12 سيارة" يقل مقربين من القذافي إلى أغاديز العاصمة المحلية لشمال النيجر، يواكبه عسكريون نيجريون. وقال مصدر أمني في اتصال هاتفي من أغاديز "إن نحو عشر سيارات وصلت تقل مقربين من القذافي" مضيفا أنها دخلت بمواكبة من عسكريين نيجريين من دون أن يحدد عدد هؤلاء وهوياتهم.