قال الدكتور سعد القويعي ردا على مقال الكاتب فهد عامر الأحمري المثير حول شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: إن شجاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليست مزيجا من الحقيقة , والخيال ؛ ليصنعها التاريخ , وإنما هو واقع مشى بتحدٍ على الأرض , وليس لأحد تغيير الحقائق , بناءً على ما تهوى الأنفس ؛ لتفرق ما كان مجتمعاً , وتفسد ما كان صالحا ً ، لافتا إلى المسؤوليةالدينية التي تستلزم أن نتوخى الحذر في ضبط الكلمة , والمقال , والخبر , والتحليل , فالكلمة تسير في وثاق الرجل ما لم يتكلم بها , فإذا تكلم صار في وثاقها . كما يستوجب علينا السعى إلى نشر الحقيقة دون تزييف , وبكل الوسائل التي نملكها ؛ إرضاءً لله , ثم احتراما لعقول الناس , وتعبيراً واضحاً للوجدان . فأمانة الكلمة عصمة للنفس , وتشريف للطبع . وهي تشير إلى حقيقة عقل صاحبها , وطبيعة خلقه . مشيرا إلى أن الكلمة في الإعلام سلاح ذو حدين , فبالكلمة تُرسم الفكرة , ويُحدد الهدف ؛ لتحرك بعد ذلك الوجدان , إما بالفرحة , فينشرح لها الصدر , أو بالحزن , فتنقبض منها النفس . - وبالتالي - فإن انضباط الكلمة , وعدم الانحياز في التعامل مع المادة العلمية , سمة من سمات المهنة الإعلامية الصادقة ؛ لأنها سبيل إلى الصلاح , والإصلاح , من جهة ؛ ولعظم أثرها , وسعة انتشارها , وطول أمدها , من جهة أخرى . مشددا على أنه لا فرق بين الكلمة المكتوبة , والكلمة المنطوقة , فشأنهما واحد في إيصال المعنى المراد إلى الغير , إلا أن مسؤوليتها يترتب عليها ما بعدها , - ولذا - قال الله جلّ في علاه : " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " . مما يدل على وجوب رعاية الكلمة , والقيام بها على الوجه المطلوب . وأضاف القويعي: إذا كنا نملك حق التعبير , وإبداء الرأي في وسائل الإعلام , شريطة عدم المساس بالثوابت العقدية , أو الخوض فيما هو معلوم من الدين بالضرورة , أو الافتراء , أو التعرض للأشخاص بذواتهم . فهل من التعبير أن نسلّ أقلامنا على الصفحات المكتوبة ؛ لنصف شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم , بأن التاريخ يضيف عليها شيئا من المبالغات ؟ . وكان الأحمدي قد نشر مقالا في جريدة الرياض, بعنوان : " أبطال الحقيقة والخيال " , واصفا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالشجاعة الفائقة , وإن لم يشتهر بها , وأن هذه الشخصية وإن اتصفت بذلك , إلا أن التاريخ يضيف عليها شيئا من المبالغات . وهو ما قاله صاحب المقال , بقوله : " وهذه النماذج , مجرد أمثلة قليلة لشخصيات كثيرة , وجدت في معظم الثقافات .. ورغم أن لمعظمها أصلاً حقيقياً ، لا يغيب عنا حقيقة أن الزمن يضيف إليها الكثير من المبالغات , وتتحول عبر القرون إلى - نموذج أسطوري - , يجمع بين الحقيقة والخيال ! "، الأمر الذي أثار جدلا واسعا واستياء من قبل القراء.