أثار مقالا للكاتب فهد عامر الأحمدي نشرته جريدة الرياض امتعاضا لدى الكثير من القراء لتعرضه لشخص النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب لا يليق. وكان الأحمدي يتحدث في مقاله الذي رصدته "أنباؤكم" عن البطل الخارق بين الحقيقة والخيال على حد وصفه ممثلا لذلك بشخصيتي عنترة بن شداد والنبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن الرسول كان يتميز بالشجاعة الفائقة وأن لم يشتهر بها على حد قوله، وأن هذه الشخصيات يقصد النبي وعنترة وإن اشتهرت بالشجاعة إلا أن التاريخ يضيف عليها شيئا من المبالغات. وقال الأحمدي: حين مات عنترة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشرينيات من عمره - وبدوره أبدى شجاعة وقوة خارقتين (رغم عدم اشتهاره بهذا الجانب) ؛ فقد ورد أنه أوتى قوة عشرة رجال وكسر بضربة واحدة صخرة ضخمة في الخندق عجز عنها الصحابة الكرام .. وقبل هجرته الى المدينة عاش معه في مكة قريب اشتهر بقوته وضخامته الجسدية يدعى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبدالمطلب. وذات يوم خلا ركانة برسول الله في بعض شعاب مكة ، فقال له الرسول : يا ركانة ، ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه.. فقال ركانة : لو أعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك ؛ فقال الرسول : أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق؟ فقام إليه ركانة يصارعه فبطش به رسول الله وأضجعه على الأرض فذهل الرجل وقال: عد يا محمد ، فعاد الرسول وصرعه ، فقال ركانة : يا محمد ، والله إن هذا لعجب أتصرعني وأنا أقوى العرب (!) فقال رسول الله : وأعجب من ذلك أريكه إن اتقيت الله واتبعت أمري!! مضيفا: وهذه النماذج مجرد أمثلة قليلة لشخصيات كثيرة وجدت في معظم الثقافات.. ورغم أن لمعظمها أصلاً حقيقياً ، لا يغيب عنا حقيقة أن الزمن يضيف اليها الكثير من المبالغات وتتحول عبر القرون إلى "نموذج أسطوري" يجمع بين الحقيقة والخيال! من جانبه استنكر أحد طلاب العلم الشرعي ل"أنباؤكم" ما قاله الأحمدي مشيرا إلى أن صفات الرسول معروفة وثابتة لا تحتاج إلى مبالغات فعلماء الأمة صانوا السنة وحفظوها عن الكذاب والوضاعين وأهل العلم يميزون صحيح الحديث من سقيمه ، مستنكرا إقرانه الرسول بعنترة بن شداد. وتاتي هذه الواقعة بعد أيام من الجدل الذي صاحب واقعة مشابهة للطبيب النفسي طارق الحبيب عندما قال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعاني من نقص في الشخصية قبل زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها.