دعا وزير الخارجية التركي داود أوغلو خلال زيارته لطهران اليوم الأحد الإيرانيين إلى الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لإجراء إصلاحات سياسية سريعة. لكن الإيرانيين أبلغوه قلقهم مما وصفوه ب"انحياز" تركيا إلى الموقف الغربي، في الشأن السوري. جاء ذلك بعد ساعات من لقاء أوغلو بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في مدينة جدة. وقالت مصادر في طهران لصحيفة "الحياة" إن محادثات داود أوغلو مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي تركّزت على الوضع في سوريا، إذ ناقشا وجهة النظر التركية إزاء التطورات السورية. وأضافت المصادر أن الوزير التركي حرص على توضيح موقف بلاده إزاء التطورات السورية، فيما كان الإيرانيون واضحين في إبلاغه قلقهم من الدور التركي الذي اعتبروه منحازاً الى الموقف الغربي، وتحديداً الأمريكي، إزاء ما يحدث في سوريا. بينما قالت مصادر قريبة من السفارة التركية في طهران، إن أوغلو حاول تبديد قلق الإيرانيين إزاء موقف أنقرة من التطورات السورية، داعياً إياهم الى الضغط على الحكومة السورية لإجراء إصلاحات سياسية سريعة، لتفويت الفرصة على من يريد إرباك المنطقة في نزاعات داخلية وإقليمية ، بحد قوله. لكن مصادر إيرانية رأت أن طهران لا يمكنها ممارسة مزيد من الضغوط على أنقرة، لتغيير موقفها بالنسبة إلى الأحداث السورية، في وقت يصرّ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على ممارسة ضغوط على الأسد لإجراء إصلاحات حقيقية وسريعة. ومعروف أن النظام الإيراني يساند بشار الأسد في قمع الاحتجاجات التي تطالب بالحريات وإسقاط نظام بشار منذ اندلاعها في مارس الماضي. وقبل وصول داود أوغلو، أعلن صالحي أن محادثاتهما ستُركز على التطورات الإقليمية، وتحديداً ما يجري في سوريا «لأنها مهمة جداً لنا وللمنطقة»، معرباً عن ثقته بتقريب وجهات النظر بين إيران وتركيا وسوريا، لتعزيز السلام والأمن في المنطقة. وكان أوغلو وأردوغان قد حثا الرئيس السوري على إجراء الإصلاحات العاجلة بعد موجة الاحتجاجات المتواصلة والتي قتل فيها نظام بشار المئات. وتهدف جولة داود أوغلو الى الوقوف على عدد من المستجدات، في ما يخص المنطقة وملف الثورات العربية، وما نتج منه من توتر سعودي - إيراني، وإيراني -تركي. كما تأتي جولة وزير الخارجية التركي التي شملت أيضاً السعودية ومصر وبنغازي، قبل أيام من اجتماع دول الاتصال المتابعة للشأن الليبي في إسطنبول، في 15 و16 من الشهر الجاري، الذي ستحضره وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، كما يشارك فيه للمرة الأولى وفدان بارزان من الصين وروسيا. إلى ذلك، وصف صالحي السعودية بأنها «بلد مهم وكانت لنا دوماً معها علاقات جيدة وعريقة»، معتبراً أن «سوء الفهم بين إيران والسعودية نابع من رؤيتيهما المختلفتين إزاء تطورات المنطقة، ويمكن إزالة سوء الفهم عبر المشاورات الثنائية»، بحد قوله.