استعرض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في جدة أمس «عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك والتطورات في المنطقة» قبل أن يغادر الوزير التركي الى طهران. وسعى داود أوغلو في العاصمة الإيرانية أمس، الى تبديد القلق إزاء موقف أنقرة من التطورات في سورية، داعياً الإيرانيين الى الضغط على الرئيس السوري لإجراء إصلاحات سياسية سريعة. لكن الإيرانيين أبلغوه قلقهم من «انحياز» تركيا الى الموقف الغربي، في الشأن السوري. وقالت مصادر في طهران إن محادثات داود أوغلو مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي تركّزت على الوضع في سورية، إذ ناقشا وجهة النظر التركية إزاء التطورات السورية. وأبلغت المصادر «الحياة» أن الوزير التركي حرص على توضيح موقف بلاده إزاء التطورات السورية، فيما كان الإيرانيون واضحين في إبلاغه قلقهم من الدور التركي الذي اعتبروه منحازاً الى الموقف الغربي، وتحديداً الأميركي، إزاء ما يحدث في سورية. مصادر قريبة من السفارة التركية في طهران، قالت ل «الحياة» إن داود أوغلو حاول تبديد قلق الإيرانيين إزاء موقف أنقرة من التطورات السورية، داعياً إياهم الى الضغط على الحكومة السورية لإجراء إصلاحات سياسية سريعة، لتفويت الفرصة على من يريد إرباك المنطقة في نزاعات داخلية وإقليمية. لكن مصادر إيرانية رأت أن طهران لا يمكنها ممارسة مزيد من الضغوط على أنقرة، لتغيير موقفها بالنسبة الى الأحداث السورية، في وقت يصرّ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على ممارسة ضغوط على الأسد لإجراء إصلاحات حقيقية وسريعة. وقبل وصول داود أوغلو، أعلن صالحي أن محادثاتهما ستُركز على التطورات الإقليمية، وتحديداً ما يجري في سورية «لأنها مهمة جداً لنا وللمنطقة»، معرباً عن ثقته بتقريب وجهات النظر بين إيران وتركيا وسورية، لتعزيز السلام والأمن في المنطقة. وتهدف جولة داود أوغلو الى الوقوف على عدد من المستجدات، في ما يخص المنطقة وملف الثورات العربية، وما نتج منه من توتر سعودي - إيراني، وإيراني -تركي. وتأتي جولة داود أوغلو، التي شملت أيضاً السعودية ومصر وبنغازي، قبل أيام من اجتماع دول الاتصال المتابعة للشأن الليبي في إسطنبول، في 15 و16 من الشهر الجاري، الذي ستحضره وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، كما يشارك فيه للمرة الأولى وفدان بارزان من الصين وروسيا. ويُتوقع أن يشهد المؤتمر اجتماعات جانبية، لمناقشة أكثر من ملف ساخن في المنطقة، بينها الملف السوري، إذ قالت مصادر تركية ل «الحياة» إن داود أوغلو يرتب لزيارة إلى دمشق قريباً، لكنه يأمل في نجاح الحوار الوطني في العاصمة السورية، للبناء على ذلك. وذكّرت بتأكيد داود أوغلو أن تركيا ستساند جميع خطوات الإصلاح التي يتخذها الأسد. إلى ذلك، وصف صالحي السعودية بأنها «بلد مهم وكانت لنا دوماً معها علاقات جيدة وعريقة»، معتبراً أن «سوء الفهم بين إيران والسعودية نابع من رؤيتيهما المختلفتين إزاء تطورات المنطقة، ويمكن إزالة سوء الفهم عبر المشاورات الثنائية».