اعتَبرَ الدبلوماسي والكاتب في الشئون السوريَّة السفير الهولندي السابق نيكولاوس فان دام أن ما يحدث الآن في سوريا من تصعيد في أعمال العنف ليس سوى نتيجة حتمية لطبيعة نظام شبه عسكري وجد نفسه أمام حلين أحلاهما مرّ: إما التغيير والتلاشي وإما المواجهة والدخول في دوامة دمويَّة. ونقلت صحيفة "الإندبندنت" عن نيكولاس قوله: إن النظام السوري يعلم أنه في خطر، لكنه لن يستسلم بسهولة"، مشيرًا إلى أنه من الصعوبة على القيادة السوريَّة ألا تتابع مسلسل متاعب الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي قد يُحكم عليه بالسجن وربما حتى بالإعدام. وأوضح أن النظام في سوريا يختلف عن نظيره المتنحي في مصر، من حيث ارتباط مصير المؤسَّسة العسكريَّة بمصير المؤسَّسة السياسيَّة، فإذا انهارت هذه، تلاشت الأخرى. ووجه الاختلاف الثاني يكمن في أن الرئيس بشار الأسد لا يتمتع بسلطة كبيرة سواء على الجيش أو على باقي القوات السوريَّة، وربما لم تكن له أي سلطة من قبل، قائلا: "لقد أنزل بشار على رأس هرم السلطة لتجنب الشقاق بين القادة العسكريين ولضمان استمراريَّة النظام بعد وفاة والده حافظ الأسد، ولكن هذا لا يعني امتلاكًا للسلطة". ويستبعد الكاتب أن يكون الرئيس هو من يُصدر أوامر إطلاق النار على المتظاهرين، متهما من "تعوَّدوا منذ عشرات السنين على القمع والتنكيل" بالضلوع في عمليات القمع. كما يعتبر أن ما حدث أمس في جسر الشغور، محاولة من النظام لتجنب التصدُّع وقد لا يكون سوى بداية لمواجهة داخليَّة ببين القوات الموالية وبين من "تسوّل له نفسه الانشاق" من أفراد قوات الأمن.