قال ثلاثة شهود: إن القوات السورية أطلقت النار الجمعة «جمعة العشائر» على عدة آلاف من المحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين تحدوا الوجود الأمني المكثف في مدينة درعا الجنوبية ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين. جنود سوريون ينكلون بمتظاهرين وقال الشهود: إن المتظاهرين في درعا التي كانت مهد الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الاسد خرجوا الى منطقة المحطة وأخذوا يرددون "الشعب يريد إسقاط النظام"، وأضافوا أن ثمانية أشخاص على الاقل أصيبوا بالرصاص ونقلهم شبان الى مستشفى قريب وأن اثنين على الأقل أصيبا بجروح خطيرة في الرأس والصدر. كما قتلت القوات السورية اثنين من المحتجين في قرية بصرى الحرير. وبدأ الجيش السوري عملية عسكرية في بلدة جسر الشغور المضطربة قرب حدود تركيا بعد أحداث هذا الأسبوع، وقال لاجئون سوريون فارون عبروا الحدود التركية الى خيام مؤقتة: إن بلدتهم بدت خالية تماما تحسبا لهجوم من الجيش السوري. وأقام الهلال الأحمر التركي مخيما قبل خمسة أسابيع على أرض مصنع غير مستخدم للدخان على مشارف يايلاداجي وهي قرية صغيرة هادئة يقطنها 6300 نسمة عدد كبير منهم لغتهم الأولى هي العربية ولديهم أسر على جانبي الحدود التركية السورية في منطقة تغطيها تلال خضراء مورقة. وخلال الأيام القليلة الماضية وصل عدد السكان الى الذروة مع وجود 1700 لاجئ يعيشون الآن في خيام بعد فرار سوريين من بلدة جسر الشغور القريبة التي تتعرض لعملية عسكرية عقب احتجاجات على الحكم الشمولي للرئيس السوري بشار الاسد. ويقيم الهلال الأحمر الآن مخيما ثانيا مع توافد مئات آخرين تلتقطهم عشرات من الحافلات الصغيرة. أما الحدود المشتركة فلا يعلمها سوى أسلاك شائكة وطريق عسكري على طول الجانب التركي، وقال سوريون: إن نحو 40 دبابة وناقلة جند انتشرت على بعد نحو سبعة كيلومترات من بلدة جسر الشغور الشمالية الغربية التي يقطنها 50 ألف شخص، حيث تقول السلطات السورية: إن عصابات مسلحة قتلت أكثر من 120 من قوات الأمن في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأفادت تقارير أخرى بوجود عصيان في صفوف الجيش لرفض جنود إطلاق النار على مدنيين بعد مظاهرة تطالب بالديمقراطية في البلدة. وهاجمت وحدات الجيش الموالية لبشار الجنود المتمردين، وأعلن التلفزيون ان "وحدات الجيش السوري بدأت تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الأمنية"، وقال شاهد لوكالة فرانس برس: إن القوات العسكرية تقصف القرى المحيطة بجسر الشغور لدى تقدمها نحو المدينة، وأضاف أن "الجنود أضرموا النار في حقول القمح في قرية الزيارة" التي تبعد خمسة عشر كم جنوب شرق جسر الشغور. وفي السياق, قال شهود عيان سوريون: إن تظاهرات خرجت في أنخل قرب درعا أمس، بالرغم من منع النظام التظاهر. وتظاهر أكثر من ثمانية آلاف شخص بعد صلاة أمس في ثلاث بلدات كردية شمال سوريا، داعين الى الدفاع عن الحرية وحماية المدن التي يحاصرها الجيش، كما اعلن ناشط في مجال حقوق الإنسان. وأوضح الناشط حسن برو ان أكثر من ثلاثة آلاف شخص تظاهروا في القامشلي التي تبعد 700 كم شمال شرق دمشق. ودعا هؤلاء المتظاهرون الذين كانوا يرفعون الأعلام السورية الى سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. وردد المتظاهرون ايضا شعارات دعم لجسر الشغور، حيث يشن الجيش السوري عملية عسكرية، ولدرعا التي انطلقت منها التظاهرات المعادية للنظام وشهدت ايضا حملة قمع عنيفة. وقال الشهود: إن المتظاهرين في درعا التي كانت مهد الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد خرجوا الى منطقة المحطة وأخذوا يرددون «الشعب يريد إسقاط النظام». وتظاهر أكثر من أربعة آلاف شخص ايضا في عامودا قرب القامشلي وأكثر من الف في رأس العين. وفي هذه المدينة، ردد المتظاهرون شعار "بالدم، بالروح نفديك يا جسر الشغور". وفي السياق، تواصلت تحركات الجيش السوري بآلياته ودباباته في مختلف المناطق الملتهبة مع استمرار قمع الاحتجاجات، وأكدت تقارير انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن ومسلحين في ريف دمشق مع عودة الحواجز الأمنية على مداخل دوما وحرستا.
انشقاق وقد بثت مواقع إلكترونية إعلان ضابط في الجيش السوري برتبة مقدم انشقاقه عن الجيش، وقال الضابط المذكور، ويدعى حسين هرموش: إنه انشق عن الجيش بسبب ما وصفه ب "القتل الجماعي للمدنيين العزل ومداهمة الجيش للمدن والقرى السورية"، داعياً رفاقه الضباط الى حماية المدنيين والانضمام الى صفوف المتظاهرين. وقد وردت صور من منطقة بابا عمرو في حمص عن أعمال تنكيل بمعتقلين سوريين، وقال ناشطون سوريون: إن المستشفى الوطني في إدلب رفض إدخال فتاة تعاني قصورا كُلويا لتلقي العلاج كونها تحمل هوية شخصية صادرة عن مدينة جسر الشغور. وفي السياق نفسه، تم منع عدد من طلاب جسر الشغور الذين يدرسون في جامعتي اللاذقية وحلب من التقدم للاختبارات. وذكر ناشطون أن الأمن السوري أقام حاجزاً أمنياً يفصل بنش عن مدينة إدلب المحاصرة من جميع الجهات مع وجود كثيف داخلها للجيش والأمن وجماعات البلطجية ممن يعرفون ب "الشبيحة". مجلس الأمن وفي نيويورك لا يزال مجلس الأمن الدولي يسعى في المقابل الى الاتفاق على مشروع قرار قدمته دول أوروبية بدعم من الولاياتالمتحدة، يدين القمع. ولا تزال روسيا تعارض في الواقع مشروع القرار، معتبرة ان من شأنه ان يؤدي الى تفاقم الوضع.