أكدت صحيفتان سعوديتان أن الوقوف مع مصر ليس منّة ولا هو تكتيك أو محاولة لكسب سياسي بل هو رد لدين مؤجل، وواجب وتأمين للأمن القومي العربي كافة، محذرة من أن الضغط على مصر من أجل مساعدتها للخروج من أزمتها الحالية يجعلها تقدم تنازلات تضعف الموقف العربي بمجمله. وقالت صحيفتا "الرياض" و"الجزيرة" إن الموقف الذى اتخذته السعودية بتقديم أربعة مليارات دولار على شكل قروض ميسرة وودائع ومنح هو موقف منتظر وهو من الأفعال التي تعتبر واجبة خاصة في الظروف التي تواجهها مصر حاليا، والتي تضغط على أوضاعها الاقتصادية بعد التغييرات التي شهدتها، كما أنه يأتى من منطلق الروابط والوشائج الكثيرة. ووصفت الصحيفتان فى افتتاحيتهما اليوم "الاثنين" - العلاقات بين البلدين بأنها نموذجية في كل شيء سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي مشيرتين إلى أن ما يحكم هذه العلاقات الضرورات التي تربطهما ببعضهما وأن التاريخ مصدر لتأكيد ذلك والمسار مستمر على قاعدة الثقة والتفاهم على كل ما يهمهما. فمن جانبها قالت صحيفة "الجزيرة" إن مصر ضحت كثيرا للدفاع عن القضايا العربية ومساعدة أقطار عربية عديدة في الخروج من أزماتها، مشددة على أن واجب الدول العربية وبخاصة القادرة مساعدتها في مثل الظروف التي تمر بها بسبب تراكم التجاوزات والضيق الاقتصادي والمعيشي الذي نتج من ممارسات خاطئة للنظام السابق. وألمحت إلى أن الوقوف مع مصر في هذه المرحلة هو رد لدين مصري مؤجل على كل العرب الذين من واجبهم ألا يتخلوا عن مصر وأن يقفوا معها، وأيضا نتيجة المسؤولية القومية الكبيرة لمصر للدفاع عن القضايا العربية. وقالت صحيفة "الرياض" إن مصر تبقى البلد الاستثنائي في حجمه ودوره وتاريخه، مشيرة إلى أن الطبيعة الأخلاقية والأخوية أكثر أهمية من السياسة، وأن عندما تتقدم المملكة بالدعم المباشر فهي تشعر أن الرابط بين البلدين يعلو على كل شيء. ونبهت "الرياض" إلى أن مصر تبقى درعا عربيا كبيرا ونشوء ظروف انتقالية مستجدة فيها يفرض على الدول العربية الغنية أن تبادر بالدعم المادي والسياسي والمعنوي، مشددة على أن ذلك ليس مكافأة بل هي واجب تفرضه عوامل الأخوة والروابط المختلفة، طالما نحن في الميدان الواحد بكل المسئوليات. ونوهت "الرياض" إلى أن البيئة المصرية الاقتصادية قابلة لأن تتجه إليها الاستثمارات العربية والعالمية طالما العديد من المسارات سوف يتغير بما فيها الأنظمة، مشيرة إلى أن ذلك يأتى من أن مصر لديها الطاقات البشرية الكبيرة وسوق مميز باستهلاكه، كما أن ارتفاع مستوى دخل الفرد ضمانة للاستقرار العربي. وقالت "الرياض" إن الثورة التي قامت لتنهي عوامل الفساد وتحقيق العدالة والاتجاه نحو نظام مستقر ينبني على منظومة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية فرضت ألا تقف الدول العربية من إرادة الشعب موقف المتفرج طالما الانتقال أحدث بعض الخسائر المادية، والتي لابد أن يكون الرافد لها عربيا وبطرق عاجلة. ولفتت إلى أن ذلك أمر مهم جدا لأن القروض والإعانات من الدول الخارجية أو الصناديق والبنوك الدولية غالبا ما تأخذ صفة القيود المعقدة ولا تأتي بسهولة منوهة إلى أن إقدام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بمثل هذه الخطوة يعزز الموقف الداخلي المصري ولا يجعله عرضة للاهتزاز أو التقلبات الأخرى. ونوهت "الرياض" إلى أن المملكة العربية السعودية ليست صديقة لمصر فحسب بل شقيقة تشاركها الدين واللغة والدم والمصير ولا يفصل بينهما إلا بحر هو في الحقيقة رابط يشدهما أكثر فأكثر.