قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في احتفال أقيم بمناسبة توقيع اتفاق للمصالحة بين الحركتين في القاهرة ان صفحة الانقسام الفلسطيني "السوداء" طويت وانهما عازمان على تنفيذ الاتفاق الذي أنهى انقساما استمر نحو أربع سنوات. وقالت مصر انها ستواصل جهودها لدى طرفي الاتفاق لحين تنفيذ ما اتفقا عليه والتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية. وقال عباس في كلمة في الاحتفال ان الاتفاق طوى "الى الأبد صفحة الانقسام السوداء... بعد أربع سنوات سوداء ألحقت أبلغ الضرر بالوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني." وقال مشعل في كلمته "صفحة الانقسام السوداء باتت خلف أقدامنا.. خلف ظهورنا وتحت أقدامنا." وتعهد عباس في الكلمة بطي صفحة الانقسام والتقدم سريعا "نحو استعادة وحدة الوطن والشعب والمؤسسات." وقال "اليوم نتجاوز كل المرارات." ووقع الانقسام الفلسطيني في يونيو حزيران عام 2007 حين سيطرت حماس على قطاع غزة بعد اقتتال قصير أعلن عباس على اثره اقالة الحكومة التي تقودها حماس برئاسة اسماعيل هنية. واستنكرت اسرائيل الاتفاق قائلة انه ضربة لمساعي السلام. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين خلال زيارة للعاصمة البريطانية لندن "ما حدث اليوم في القاهرة ضربة كبرى للسلام ونصر كبير للارهاب." واستقبلت الولاياتالمتحدة حفل التوقيع بشيء من التحفظ. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية "من المهم الان أن يضمن الفلسطينيون تنفيذ هذا الاتفاق بشكل يعزز فرص السلام بدلا من أن يقوضها. "سننتظر لنرى كيف سيبدو ذلك من الناحية الحقيقية والعملية... ما زلنا لا نعلم ما هي التغييرات التي ستحدث على المستوى الحكومي ان حدثت تغييرات." وقال تونر ان الولاياتالمتحدة ما زالت تعتقد أنه ينبغي لحماس أن تعترف بحق اسرائيل في الوجود وتنبذ العنف وتلتزم باتفاقات السلام المؤقتة اذا كانت ترغب في القيام بدور جاد في العملية السياسية. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستنظر في تشكيلة أي حكومة فلسطينية جديدة تشكل قبل ان تتخذ أي خطوات بشأن المساعدات في المستقبل. واستنكر عباس في كلمته رفض اسرائيل للمصالحة بين فتح وحماس مشددا على أن المصالحة شأن داخلي فلسطيني. وقال "لا نتدخل بشؤونهم وليس من حق أحد أن يقول لماذا تفعلون كذا وكذا." وأضاف "حماس اخواننا وأهلنا وجزء من شعبنا." وكان نتنياهو قال ان على السلطة الفلسطينية أن تختار بين اسرائيل وحماس. وفي المقابل قال عباس في كلمته في الاحتفال "عليك يا سيد نتنياهو أن تختار ما بين الاستيطان والسلام." وترى اسرائيل أن حماس التي يدعو ميثاقها الى تدمير اسرائيل منظمة ارهابية. وعارضت حماس جهود السلام مع اسرائيل التي بذلها عباس. وترفض اسرائيل وقف الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة خلال مفاوضات السلام. وينتظر أن يطلب عباس من الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر أيلول الاعتراف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة اذا لم تستأنف محادثات السلام مع اسرائيل. وتعارض اسرائيل والولاياتالمتحدة تلك الخطوة. وربما يكون من شأن اتفاق المصالحة تعريض السلطة الفلسطينية التي تعتمد على المعونات لمشاكل دبلوماسية. فكثير من الدول الغربية تعتبر حماس منظمة ارهابية لرفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والاتفاقات المبرمة بين الفلسطينيين واسرائيل. واستقبلت الولاياتالمتحدة اتفاق المصالحة بفتور. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر ان بلاده ستدرس التشكيل الذي ستكون عليه الحكومة الفلسطينية المؤقتة قبل اتخاذ خطوات بشأن المساعدات المستقبلية. وترفض حماس الاعتراف باسرائيل لكنها توافق على هدنة طويلة معها اذا سمحت بقيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل حرب عام 1967 عاصمتها القدسالشرقية. وقال مشعل في كلمته "قررنا أن ندفع كل ثمن من أجل اتمام المصالحة وتحويل النصوص الى واقع على الارض... معركتنا الوحيدة والحقيقية مع المحتل الاسرائيلي." وأضاف أن الهدف الوطني الذي وصفه بأنه مشترك بين الفصائل الفلسطينية هو "أن نقيم دولة فلسطينية بدون أي مستوطنة وبدون أي مستوطن وبدون التنازل عن حق العودة." لكن عباس قال ان المبادرة العربية التي تدعو الى حل عادل متفق عليه لمشكلة اللاجئين صارت من مرجعيات السلام مع اسرائيل. ويدعو اتفاق المصالحة الذي تتوسط فيه مصر منذ نحو عامين الى تشكيل حكومة مؤقتة لادارة الضفة الغربية وقطاع غزة والاعداد لانتخابات عامة خلال عام. ونشأ خلاف قبل وقت قصير من بدء الاحتفال حول ما اذا كان مشعل سيجلس الى المنصة مع عباس أم يجلس بين وفود الفصائل داخل القاعة الامر الذي ألقى ضوءا على صعوبات ربما تعترض تنفيذ الاتفاق. وجلس عباس الى المنصة وألقي كلمته من منصة جانبية ثم توجه مشعل من مقعده في الصف الاول في القاعة الى المنصة الجانبية وألقى كلمته. وقال مصدر فلسطيني ان عباس قال انه رئيس جميع الفلسطينيين وليس رئيس فصيل واحد. وكان مسؤولون من الفصائل الفلسطينية الاخرى وقعوا من قبل على الاتفاق. ووصف مدير المخابرات العامة المصرية مراد موافي في كلمة سبقت كلمتي عباس ومشعل المصالحة بأنها "لحظة تاريخية" و"خطوة هائلة" على طريق استعادة وحدة الشعب الفلسطيني. وقال ان طرفي الانقسام توصلا الى اتفاق انهائه "ليسطرا سويا ملحمة وطنية طال انتظارها." وأضاف "مصر سوف تكون حاضرة معكم في مختلف المراحل القادمة... لتنفيذ كل ما اتفقتم عليه." وتابع "استعادة الوحدة الوطنية ستكون اللبنة الاولى نحو... اقامة الدولة المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس." وتوقع عباس وموافي صعوبات على طريق تنفيذ الاتفاق الذي يجب أن يؤدي الى قيام أجهزة أمنية موحدة للضفة الغربية وقطاع غزة. وسوف يجتمع قادة حماس مع عباس ربما في القاهرة الاسبوع المقبل لبدء خطوات تنفيذ الاتفاق بحسب موسى أبو مرزوق نائب مشعل الذي تحدث بعد الاحتفال. وقالت مصادر فلسطينية ان مشعل اجتمع مع عباس لبحث الخطوات المقبلة قبل مغادرة الرئيس الفلسطيني القاهرة الى ألمانيا. وشكلت مصر لجنة للاشراف على تطبيق اتفاق المصالحة. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس ان عزام الاحمد وقع عن فتح وان موسى أبو مرزوق وقع باسم حماس