أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في احتفال أُقيم أمس في القاهرة أنهما عازمان على طي «صفحة الانقسام السوداء». وأعلن مشعل تمسّكه بالهدف الوطني الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض الضفة الغربية وقطاع غزة. وما أن انفض حفل المصالحة الفلسطينية، حتى انطلق قطار تطبيق الاتفاق باجتماع هو الثاني أمس بين عباس ومشعل، حضره وفدا حركتى فتح وحماس؛ لبحث تشكيل الحكومة الفلسطينيةالجديدة، وسبل تنفيذ الاتفاق على الأرض، وإزالة أي عقبات تعترضه. وكان أبو مازن ومشعل قد عقدا قبل الحفل اجتماعًا تشاوريًّا، تم فيه استعراض تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وسبل تنفيذ اتفاق المصالحة. وخلال الحفل، تعهدت القيادات الفلسطينية بالتوحّد، والعمل سويًّا على تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة والقطاع. وبدأت مراسم الحفل، الذي شارك فيه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري نبيل العربي، ومدير المخابرات المصرية مراد موافي، بكلمة قصيرة لموافي، أكد فيها أنها لحظة تاريخية، وأن ما جرى يعتبر خطوة لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني. وأضاف: نحن لا نطلب إذنًا إسرائيليًّا لنتصالح، ونرفض الوصاية الإسرائيلية على القرار الفلسطيني، وحاولت إسرائيل أن تدفعنا للاختيار بينها وبين حماس، فاخترنا حماس؛ لأنها جزء من الشعب الفلسطيني. من جانبه، شدّد عباس على أن المبادرة العربية إحدى المرجعيات المعتبرة، رافضًا دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة. وأضاف إن «صفحة الانقسام طُويت إلى الأبد»، متّهمًا إسرائيل ب«التذرع» بالمصالحة للتهرب من السلام. وأكد عباس أنه يرفض التدخل الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، مضيفًا: حماس جزء من شعبنا، و«ليس من حق أحد أن يقول لنا لماذا تفعلون هذا أو ذاك»، و«أقول لنتانياهو: أنت يجب أن تختار بين الاستيطان والسلام». من جانبه، قال مشعل: إن الفلسطينيين يدخلون للمصالحة بقلب مفتوح، وسوف نعمل سويًّا لإقامة دولة فلسطين المستقلة، على أرض الضفة والقطاع. وأضاف: إن صفحة الانقسام السوداء باتت تحت أقدامنا، ومستعدون لندفع أي شيء لاتمام المصالحة، ونريد أن تكون لنا مرجعية واحدة، وقيادة واحدة، ومنظمة واحدة، وقرار واحد حتى نستطيع تحقيق هدفنا بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.