استضاف "منتدى العُمري الثقافي" الذي ينظمه الدكتور عبدالعزيز العُمري عضو المجلس البلدي بمدينة الرياض ، في أمسيته الشهرية ، عبدالله بن محمد الناصر عضو مجلس الشورى ، ومستشار معالي وزير التعليم العالي ، ليتحدث عن "ثقافتنا والآخر" ، وقد أدار الأمسية التي حضرها عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين الدكتور عبدالله الزامل الأستاذ بجامعة الملك سعود . في البداية تحدث عبدالله الناصر عن الحوار مع الغرب ، وماهيته ، وكيف يكون ، والعلاقة بين الغرب المتقدم المهيمن على كل شيء ، والعالم الإسلامي الذي يعيش على نتاج صناعة الغرب ، وعلمه ، وتقنيته ، ولا ينتج شيئاً ! وقال الناصر : إن الحضارة الغربية في الواقع هي المحرك للحياة المعاصرة ، وإننا كعرب ومسلمين كل شيء نستخدمه هو من صناعة الحضارة الغربية ، ومع ذلك نخاصم الغرب ، ويناصبه بعض منا العداء، الأمر الذي يوقعنا في ارتباك، كيف نعيش على الغرب ، وعلى صناعته ، وإنتاجه ، وكيف نخاصمه، إنها فعلاً معادلة صعبة . وأضاف عبدالله الناصر قائلاً : إننا شعب مستورد ، لا ننتج ولا نعطي ، وعلينا أن ننظر في أحوالنا هذه لنرى أنفسنا ، وأين نقف ، وننظر إلى الغرب ، وكيف وصل إلى هذا التقدم . ثم تساءل الناصر قائلاً : هل الحضارة الغربية إنسانية أم صناعية ؟ وأجاب : الحاضرة الغربية صناعية ، ولكن لها جوانبها الإنسانية ، إنما "إنسانية الغرب" للغرب نفسه ، وليست لغيره ، ولذلك هم قسموا العالم إلى عالم أول ، وعالم ثاني ، وعالم ثالث . وتطرق الناصر إلى نظرة الفلاسفة في الغرب إلى العالمين العربي والإسلامي ، وتعصبهم للحضارة الغربية ، وتأكيدهم على أنها الأقوى ، والتي ستظل كذلك ، وأن غيرها من الحضارات سوف يتلاشى ، أو يزول ، أو يسلم للحضارة الغربية التي يأخذ منها كل شيء . وتطرق عبدالله الناصر إلى النظريات التي ظهرت في الغرب ، التي تعلي من شأن الحضارة الغربية ، وخاصة بعد زوال الاتحاد السوفييتي ، ونهاية الشيوعية .. وقال : من أبرز هذه النظريات نظرية صامويل هاننجتون ، التي قال فيها بصدام الحضارات ، وأنه لابد من حدوث صدام بين الحضارتين الغربية والإسلامية ، كما تحدث عن كتاب فوكوياما "نهاية التاريخ" ، وانتصار الحضارة الغربية ، وإن كان فوكوياما الذي هزته الأزمة المالية الكبرى في أمريكا عدل عن رأيه ، كما تطرق إلى مقولة توبيني ، وهو من أكبر المفكرين الغربيين الذي قال : إن الحضارة الغربية سوف تدمر كل الحضارات . وانتقل عبدالله الناصر للحديث عن أمريكا ، ودور الولاياتالمتحدة المهيمن في العالم ، بصفتها القوة الأكبر ، بل القطب الأوحد ، ورفضه أن تكون أمريكا اللاعب الأوحد الذي يتحكم في مصير العالم، وقال : إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تورطت في حروب وهي الآن تدفع ثمنها .. وأن الشعب الأمريكي شعب محروم ، محروم من التاريخ ، فليس لدى الأمريكيين تاريخ أو حضارة ، بل لديهم قنابل وصواريخ وبوارج وطائرات ! وانتقل عبدالله الناصر للحديث عن الحوار مع الغرب ، وقال : نحن ضعفاء ، والغرب قوي ، وتساءل كيف يحاور القوي الضعيف ؟! مؤكداً أنه سوف يملي عليه شروطه ، ويفرض ثقافته وقيمه ، وطالب العالم الإسلامي باليقظة والنهوض ، وأن يكون عالماً منتجاً لنستطيع أن نتحاور مع الغرب وغيره .