اطلعت على ما نشر في عدد يوم الخميس 6 رجب 1426ه في صفحتكم الثقافية من حوار مع المفكر الأمريكي «فرانسيس فوكوياما» من هذا الحوار بنقاط عديدة ووجهة نظر خاصة حول ما جاء فيه.. فنحن دائماً نتعامل مع بعض المفكرين الأمريكيين تعاملاً محايداً عن سياسات بوش وشارون وعصاهم الغليظة التي يسومون بها العالم سوم العذاب صحيح ان هناك مفكرين ناضجين متعقلين يريدون الحرية والديمقراطية ويطمعون ان يعيش العالم في راحة وطمأنينة وحب وسلام لكن هناك مثقفين ومفكرين يدعمون بطريقة وبأخرى المشروع الاستعماري الصهيوني الأمريكي ومن هؤلاء «فوكوياما» و«هنتجتون» وإذا تركنا بريق المصطلح جانباً لم ندخل في تعقيدات النظرية وفلسفاتها وقرأنا ها الآن ورددنا وتكراراً عنوان النظريتين وجدنا انهما يروجان لمشروع استبدادي استعماري يقمع الشعوب ويلغي الآخر ويفرض الرأي الأمريكي الأوحد ماذا يعني فوكوياما بنظريته الفلسفة «نهاية التاريخ».. يعني في تصوري اشياء كثيرة العنوان لا يشي فقط بانتصار الليبرالية الديمقراطية والرأسمالية الغربية وسقوط الاتحاد السوفيتي وانهزام الشيوعية.. عنوان النظرية يوحي بتقديس الفكر الرأسمالي الغربي وعند فوكوياما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه» فهو الشريعة التي يجب ان تسير عليها الشعوب فالمبادئ والقيم الغربية انتصرت انتصاراً ساحقاً فالتاريخ توقف والحضارات انهزمت والدنيا كلها وقف على الحضارة الشارونية والعائلة البوشية». نظرية فوكوياما انا لا اعتبرها فتحاً فكرياً وثقافياً كما ضج حولها المحللون انا اعتبرها نظرية عسكرية تروج لثقافة القتل والدمار وبذرتها تخلقت وثمرتها اينعت عندما سقط برجا نيويورك ولقد رأينا كيف جيش العالم بعد هذا الحدث وبدأت افكار فوكوياما وصمويل هنتجتون تتحقق بقتل اطفال افغانستان وتدمير بيوتهم ومنشآتهم ومحاصرة وإيقاف الأعمال الخيرية حتى يفتح المجال لمؤسسات التنصيروالأعمال التبشيرية وكذلك ما يحدث الآن في العراق من قتل وتدمير للبنية التحتية وتقسيم وتقطيع العراق. نظريتا فوكوياما وهنتجتون حرب شعواء موجهة ضد الدين والمد الإسلامي الذي انتشر وتغلغل في اعماق اوروبا بحجة الحرب على الإرهاب فبعد انتصار الرأسمالية الغربية على الشيوعية لم يبق عدو متربص في نظر مفكري الغرب يهدد قيم الغرب (الباليه) الا الإسلام فحبك له وفبرك له هذا «المصطلح» «الحرب على الارهاب» ولذلك تلاحظ الآن الحرب صريحة وواضحة بين الغرب والمسلمين وليس كما زعموا مطاردة الارهابيين ولو كان كذلك لما قتل الأطفال في افغانستان ولما دمرت حضارة كاملة في العراق.. اذا نخلص مما سبق ان نظريتي فوكوياما وهنتجتون نظريتان اصوليتان متشددتان تولدان وتغذيان الارهاب فهما اول من يطارد ويحاكم لأن فكرهم المستبد المتشدد ولد الارهاب وما يحدث الآن في العالم من «بلايا» هو بسبب تزمت وتشدد هاتين النظريتين.