الدكتور ادمون غريب، أستاذ العلاقات السياسية فى الجامعة الأمريكية فى واشنطن، تحدث عن أبعاد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن و تأثيره فى مستقبل التنظيم و التنظيمات الموالية له فى البلدان العربية.حاوره سعد مبروك. مقابلة سؤال : منذ لحظات تقاطعت المعلومات والأنباء التي تؤكد مقتل أسامة بن لادن قرب إسلام أباد ؟ جواب : بدون شك أن هذا الخبر هو من الأخبار المهمة ذلك لأن أسامة بن لادن كان ولسنوات هدفا للولايات المتحدة. وكان الرئيس بوش قد قال إنه مطلوب حيا أو ميتا. ولكن هذا حدث في ظل إدارة الرئيس أوباما ومن هنا تأتي أهمية موقف الرئيس أوباما الذي يظهر على التلفزيون لإعلان هذا الخبر. كان هناك أيضا اجتماع لمجلس الأمن القومي لصياغة البيان لأن طريقة المخاطبة لا تهدف فقط الحديث إلى الشعب الأمريكي بل إلى العالم كله وخاصة إلى شعوب المنطقة العربية والإسلامية. من الأمور المثيرة هو كيف تم ذلك و ما هو تأثير ذلك على العلاقات الأمريكية الباكستانية ؟ وحسب المعلومات الأخيرة فإن بن لادن قد قتل قرب العاصمة الباكستانية وأنه لم يكن في المناطق الحدودية القريبة من أفغانستان. هذا يعني أنه كان مختفيا وكان يعيش في إسلام أباد. يأتي هذا الحدث في مرحلة تشهد فيها العلاقات الأمريكية الباكستانية الكثير من التوترات والضغوط وبالتالي نحن نتساءل هل هذا تم بمساعدة من عناصر استخباراتية باكستانية أو انه تم فقط من عناصر استخباراتية أمريكية وكل هذا سيترك تداعيات في الأيام والأسابيع القادمة. سؤال : هناك عدة أبعاد لمقتل بن لادن. البعد الأول يتعلق بمستقبل تنظيم "القاعدة" ؟ جواب : هناك عدة ملاحظات. أولا أنه خلال السنوات الأخيرة، الشخص الذي برز ربما حتى أكثر من أسامة بن لادن هو الدكتور أيمن الظواهري الذي كان غالبا ما يبرز ويتحدث ويعلق ويشرح ويبعث بأشرطة إذاعية وغير ذلك. وهو رجل له أيضا خبرة طويلة في التنظيمات المتشددة وربما يفوق خبرة أسامة بن لادن غير أن بن لادن له رمزية معينة تركت أثرها. أعتقد أن منظمة "القاعدة" ربما قد لا تنهي لوجود الظاهري على رأسها. ولكن ما يجري في العالم العربي والإسلامي الآن من هذه الانتفاضات التي شاهدناها في مصر و تونس وفي مناطق أخرى، نرى الظهور الإسلامي إلى حد ما والظهور الشعبي بطريقة أخرى ربما سيجعل "القاعدة" تصل إلى المقعد الخلفي. هناك قوى أخرى هي التي ستتحرك ولديها أسلوبها المختلف عن أسلوب القاعدة الجذري. سؤال : هل ستتأثر التنظيمات التي تنتمي إلى تنظيم "القاعدة" مثل تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" وتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب العربي" أولا. وما هو وتأثير ذلك على حركة "طالبان" في أفغانستان ثانيا ؟ جواب : هذه ضربة لتنظيم "القاعدة" الأساسي ولكن في نفس الوقت لا توجد "قاعدة" واحدة حسب الخبراء والمحللين الذين يتابعون شؤون هذه المنظمات بل هناك عدة منظمات وحركات بعضها يقلد "القاعدة" وبعضها يتأثر بها وليس بالضرورة تابعا لها. وهذا يعني أن هناك عدة حركات وأنها لن تنتهي ولكن هذا سيؤثر عليها نفسيا. الكثير من هذه التنظيمات سيعتمد على ما يجري على الأرض في المنطقة خاصة وأن "القاعدة" قد تراجعت. أما بالنسبة لأفغانستان فإن ما نراه على الأرض هو أن حركة "طالبان" هي الأقوى وليست "القاعدة" حتى أن بعض المسؤولين الأمريكيين قد تحدثوا أن عدد أعضاء القاعدة في أفغانستان لا يتعدى بعض المئات. وخلال الفترة الماضية شهدنا تصعيدا في تحرك "طالبان" على الأرض. هناك حديث عن محاولات باكستانية وأفغانية وحتى أمريكية على أنه لا يمكن التوصل إلى حل عسكري في أفغانستان فقط بل أنه يجب أن تكون هناك حلولا سياسية ولكن فقط مع القوى المعتدلة من حركة "طالبان".