تظاهر مئات التونسيين أمام مقرّ السفارة السعودية بالعاصمة مطالبين المملكة بترحيل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لمحاكمته. وتَجَمّع نحو 400 شخص من مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية أمامَ مدخل السفارة السعودية وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشرت وحدات من الجيش التونسي في محيط السفارة. ورَفَع المتظاهرون شعارات تدعوا المملكة لتسليم الرئيس المخلوع الذي فرّ إلى السعودية عقب ثورة شعبية أطاحت به في يناير الماضي. وأوْضَح المتظاهرون أنّ "شباب تونس الذي فجّر ثورة 14 يناير، يريد محاكمة ابن علي محاكمةً عادلة، وإفساح المجال للقضاء ليحدّد ما إذا كان طاغية أم لا". وقال الناشط السياسي التونسي محمود مفتاح (50 عامًا) ليونايتد برس انترناشونال: إنه يشارك في هذه التظاهرة؛ لأن هناك "ضرورة للضغط على السعودية لترحيل ابن علي حتى تتسنّى محاكمته في تونس". وأعتبر أنّ الشعب التونسي "يُجْمِع على ضرورة محاكمة ابن علي لسببين اثنين أولهما سفك دماء البعض من أفراد الشعب، ونهب وسرقة ثروات البلاد، وثانيًا لتعمده إفساد الشباب التونسي بالمخدرات والميوعة". وأجْمَع المشاركون في هذه التظاهرة على أنّ تنظيمها جاء عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وليس هناك أي جهة حزبية تقف خلفها. غير أنّ مراقبين لفتوا إلى أنّ هذه الوقفة الاحتجاجية تأتِي بعد أقل من يومين من إعلان وزير العدل التونسي الأزهر القروي الشابِي أنّ 18 دعوى قضائية رُفِعت ضد الرئيس المخلوع.