رفضت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، نداءً شخصياً من القذافي إلى الرئيس الأمريكي لوقف ما أسماه "حرباً ظالمة" ضده، وطالبت القذافي بالتنحي عن السلطة، ومغادرة ليبيا وذلك بعد ساعات من تسلم أوباما رسالة من الرئيس الليبي يطالبه فيها بوقف الغارات التي يشنها "الناتو" على ليبيا. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بالعاصمة الأمريكية مساء أمس: "إنني لا أعتقد أن هناك أي غموض بشأن ما هو متوقع أن يقوم به السيد القذافي في الوقت الراهن." وأضافت، "بخصوص الرسالة التي أشرت اليها.. أعتقد أن السيد القذافي يعلم ما ينبغي عليه أن يفعله. ينبغي أن يكون هناك وقف لاطلاق النار وينبغي أن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة.. وينبغي اتخاذ قرار بشأن رحيله عن السلطة.. ورحيله عن ليبيا." وتابعت "كلما حدث ذلك بسرعة وانتهت اراقة الدماء كان ذلك أفضل للجميع." ودافعت كلينتون عن اداء قوات حلف شمال الاطلسي التي توجه ضربات جوية لفرض منطقة حظر طيران وحماية المدنيين من الهجوم من قوات القذافي في المواجهة المسلحة بين الزعيم الليبي وقوات المعارض وكان مسئول رفيع في البيت الأبيض، قد أكد في وقت سابق الأربعاء، أن الرئيس أوباما، تلقى رسالة من الزعيم الليبي، طلب فيها وقف القصف الذي تقوم به قوات "الناتو"، على أهداف ومواقع القوات الموالية للعقيد القذافي، الذي يحكم ليبيا منذ 42 عاماً. وأكد المسؤول الأمريكي أن الرسالة، التي تتزامن مع زيارة عضو الكونجرس السابق، كيرت ويلدون، إلى طرابلس للقاء القذافي، لم تتضمن أي حديث عن نية العقيد القذافي التخلي عن السلطة، أو الحوار مع جماعات المعارضة، التي يسيطر مقاتلوها على أنحاء واسعة من شرق ليبيا. واعتبر المسؤول الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الرسالة "لم تتضمن جديداً"، كما قال إن الإدارة لا تأخذها على محمل الجد. ومن المتوقع أن يسعى ويلدون، الذي يقوم بزيارة "غير رسمية" إلى طرابلس، إلى إقناع الزعيم الليبي، خلال اجتماعه معه في وقت لاحق الأربعاء، بالتنحي عن السلطة. وقال ويلدون في مقالة لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه يزور طرابلس بدعوة من القذافي، مضيفاً أنه "التقاه مرات كافية ليدرك مدى صعوبة إجباره على الإذعان."