بعد ساعات على تسلم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رسالة من الزعيم الليبي، معمر القذافي، يطالبه فيها بوقف الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي "الناتو" على ليبيا، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أن القذافي يعرف جيداً أن عليه التنحي عن السلطة، ومغادرة ليبيا، لوقف القصف. وقالت كلينتون، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة الأمريكية مساء الأربعاء: "إنني لا أعتقد أن هناك أي غموض بشأن ما هو متوقع أن يقوم به السيد القذافي في الوقت الراهن." وكان مسؤول رفيع في البيت الأبيض، قد أكد في وقت سابق الأربعاء، أن الرئيس أوباما، تلقى رسالة من الزعيم الليبي، طلب فيها وقف القصف الذي تقوم به قوات "الناتو"، على أهداف ومواقع القوات الموالية للعقيد القذافي، الذي يحكم ليبيا منذ 42 عاماً. وأكد المسؤول الأمريكي أن الرسالة، التي تتزامن مع زيارة عضو الكونغرس السابق، كيرت ويلدون، إلى طرابلس للقاء القذافي، لم تتضمن أي حديث عن نية العقيد القذافي التخلي عن السلطة، أو الحوار مع جماعات المعارضة، التي يسيطر مقاتلوها على أنحاء واسعة من شرق ليبيا. واعتبر المسؤول الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الرسالة "لم تتضمن جديداً"، كما قال إن الإدارة لا تأخذها على محمل الجد. ومن المتوقع أن يسعى ويلدون، الذي يقوم بزيارة "غير رسمية" إلى طرابلس، إلى إقناع الزعيم الليبي، خلال اجتماعه معه في وقت لاحق الأربعاء، بالتنحي عن السلطة. وقال ويلدون في مقالة لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه يزور طرابلس بدعوة من القذافي، مضيفاً أنه "التقاه مرات كافية ليدرك مدى صعوبة إجباره على الإذعان." وأوضح النائب الجمهوري السابق عن ولاية "بنسلفانيا"، أن زيارته لطرابلس تتم بعلم وزارة الخارجية والبيت الأبيض، ولم يمكن لCNN الحصول على تعقيب فوري من الجانبين، حتى وقت متأخر الثلاثاء. وتأتي زيارة النائب الأمريكي السابق إلى ليبيا، في وقت وصلت فيه الأزمة الليبية مرحلة جمود، حيث تتواصل المعارك بين الكتائب الموالية للقذافي، و"الثوار" المطالبين برحيله بعد 42 عاماً في الحكم. ودعا ويلدون إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين ومراقبة الأممالمتحدة للهدنة، مضيفاً: "علي الجيش الليبي الانسحاب من المدن المتنازع عليها، وقوات المتمردين وقف محاولات التقدم." وأضاف أن سيف القذافي، ابن الزعيم الليبي: "رجل أعمال وسياسي قوي، يمكن أن يلعب دوراً بناءً، بوصفه عضواً في لجنة لوضع هيكل الحكومة الجديدة أو الدستور." ويذكر أن قيادات "الثوار" رفضت لعب سيف الإسلام لأي دور في ليبيا ما بعد القذافي. ودعا ويلدون لاجتماع بين رئيس المجلس الانتقالي الوطني الليبي بمبعوث الأممالمتحدة في ليبيا، لوضع موعد لإجراء انتخابات نزيهة، لانتخاب رئيس جديد ومجلس تشريعي.