حظي التدخل العسكري الغربي ضد ليبيا بتأييد الشريحة الأكبر من العرب مشيدين بهذه الخطوة التي تعبر عن وقوف المجتمع الدولي ضد الطغاة وانحيازها لمصالح الشعوب فيما أبدى آخرون تخوفهم من تدخل غربي يحمل أطماعا استعمارية يسفر عن احتلال جديد. ففي صنعاء قال علي عبدالرحمن "ان العملية رسالة قوية للحكام ان عهد الدكتاتور قد ولى." ويدعو المحتجون في اليمن الى انهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتد منذ 32 عاما. وقال محمد الشارقي النشط في حركة شبابية يمنية "ان بدء فرض منطقة حظر جوي خطوة جيدة...جاءت متأخرة وكنا نفضل لو كانت الدول العربية هي التي نفذت هذه الخطوة." ومضى يقول "ولكن هذه الخطوة سيكون لها تأثير ايجابي على الموقف في اليمن لأن النظام يفهم ان المجتمع الدولي لن يقف صامتا إزاء الظلم." وفي مدينة درعا بجنوب سوريا والتي تعتبر مشهد التحدي الدموي حتى الآن امام حكم الرئيس بشار الاسد قال المدرس تامر الجوابرة ان التدخل الغربي في ليبيا اعاد للاذهان ذكريات مؤلمة عن الغزو الامريكي للعراق في عام 2003. وقال "كنا نتمنى تدخلا عربيا في ليبيا. يذكرنا ذلك بالتدخل في العراق اؤيد فرض محدود لمنطقة حظر جوي وليس القصف." لكن امين الحمايدة الذي يعمل تاجرا بالمدينة قال انهم لا يريدون مساعدة خارجية. وقال "مطالبنا انهاء الفساد و"منحنا" الحرية. قادرون على القيام بذلك بأيدينا دون اي مساعدة خارجية." ويتعاطف عدد قليل في العالم العربي مع القذافي الذي تسبب في عداوات عبر المنطقة. واتهمته المملكة العربية السعودية بالتخطيط لقتل الملك عبدالله في عام 2003 ويحمله الشيعة في لبنان مسؤولية اختفاء رجل الدين موسى الصدر كما طرد في التسعينيات الآلاف من الفلسطينيين. ويتهمه حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني بقمع الليبيين "بنفس اسلوب الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان وغزة." ولكنه انتقد الزعماء العرب لعدم قيامهم بأي تحرك ولإعطائهم الفرصة للقوى الغربية لإعادة "عهد الاحتلالات والاستعمار المباشر" الى العالم العربي. وقال نصرالله في خطاب بثه التلفزيون انه اليوم ولسوء الحظ ونتيجة تخلي اغلب الزعماء العرب والمسلمين عن مسؤولياتهم فإن الباب قد فتح امام التدخل الاجنبي في ليبيا ولا نعرف الى اين تتجه الامور. وقال المحلل السعودي جمال خاشقي ان المواجهة مع القذافي تمثل قضية نبيلة لان الليبيين يحاربون من اجل حريتهم والتخلص من دكتاتور دموي. وقال خاشقي ان "المعارضة البحرينية وقعت في مطالب طائفية. لقد طالبوا بإسقاط ال خليفة وهذا يقلق اي شخص" مقارنا ما وصفه بتأثير ايران المتنامي في البحرين مع "جلب السوفيت الى كوبا في عام 1960." وفي مصر حيث توجهت الجماهير للمشاركة في التصويت على التعديلات الدستورية بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك كان التأييد ضعيفا للقذافي وغيره من الزعماء العرب الاخرين الذين يواجهون انتفاضات شعبية. وقالت شاهندة عبدالله الطالبة الجامعية انها متأكدة ان كل هؤلاء الرؤساء يعرفون جيدا ما ارتكبوه وقدر ما سرقوا من شعوبهم. وقالت انه لا ينتابها اي ندم على ما يحدث وانها تعتقد ان هذا هو اقل القليل وينبغي فعل المزيد. استعمار جديد رغم الآراء السابقة المؤيدة لاستعمال القوة الغربية ضد القذافي كان للكاتب رافع الشهري رأيا مخالفا عبر فيه عن مخاوفه من الولاياتالمتحدة التي يرى أنها أن تتذرع ,كعادتها بأنها حامية حمى الديموقراطيات في العالم بأسره وأنها الشرطي الآمين الذي يتعين عليه حماية الشعوب حين تمتليء بأسلحة الدمار الشامل(على حد زعمها) كما حدث ذلك في العراق,وأنها هي المسؤولة عن استخراج أي شخص.. ترى أنه إرهابي يهدد الآمن والاستقرار من أي بلد يختبئ فيه حتى ولو دُمر ذلك البلد عن بكرة أبيه- ولوكان من أجل شخص واحد.. كما حدث هذا في افغانستان! ويقول الكاتب: هاهي اليوم وقد وجدتْ في الثورة الليبية فرصة لها لفرد العضلات,ووجدتْ في حماقة معمر القذافي عذرا لها,لتبرر للعالم أجمع أنها تريد صدّ هذا الطاغية الذي أخذ يطلق النار على المتظاهرين المسالمين من شعبه,كما أوضحت ذلك وزيرة الخارجية الامريكية هلاري كلنتون في كلمتها الليلة الماضية,وأكدت ذلك مندوبة امريكا في الاممالمتحدة سوزان رايس! وأضاف: الحقيقة التي لايختلف عليها أثنان أن امريكا وحلفاءها لاينظرون للعالم الاسلامي إلا من منظور واحد وهو,استنزاف خيراته وجلب ثرواته,وهذا لن يتأتى لهم البتة إلا بإستعماره وإذلاله, أوتركيعه وانقياده لهم اما رهبة منهم أو رغبة فيهم وحبا وولاء! فكم لامريكا وحلفائها في أفغانستان,وهم يبحثون عن بن لادن,والناس تموت بالعشرات يوميا والجوع والفقر والمرض يهدد الشعب الأفغاني,فأين الشفقة والعطف والحنان عليه والتي بدأت تظهرعلى أمريكا هذه الأيام تجاه الشعب الليبي؟وأين هذا الشعور النبيل لإغاثة الملهوفين البائسين في العراق منذ الاستعمار الأمريكي له حتى الآن؟!