العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الجمعة، مبادرة للحوار مع المعارضة، من خلال تكليف ولي العهد ونائب القائد الأعلى، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بالحوار مع جميع الأطراف والفئات في المملكة الخليجية. وجاء في الأمر الملكي الصادر عن العاهل البحريني، والذي أذاعه التلفزيون الرسمي، أنه قرر منح ولي العهد جميع الصلاحيات اللازمة لتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو إليها المواطنون بكافة أطيافهم، كما ناشد جميع أبناء المملكة التجاوب مع تلك المبادرة "بكل محبة وإخلاص." جاء الإعلان عن هذه المبادرة فيما تستعد جماعات المعارضة لتسيير مظاهرة حاشدة السبت، احتجاجاً على لجوء قوات الأمن البحرينية لاستخدام العنف ضد المتظاهرين على مدى يومي الخميس والجمعة، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى. وأفاد عبد الجليل خليل، رئيس الكتلة البرلمانية لجمعية "الوفاق"، كبرى الأحزاب السياسية التي تمثل الشيعة في المملكة، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، بأن الجمعية لم تحسم أمرها بعد بشأن الاستجابة لدعوة العاهل البحريني بالحوار. وقال إن "الأمر الذي نراه على الأرض الآن ليس مؤشراً على الحوار، وإنما مؤشر على وقوع المزيد من العنف"، مشيراً إلى سقوط ما يزيد على 55 جريحاً في المواجهات التي شهدتها المنامة الجمعة، وقال إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين. وكان مصدر في وزارة الصحة البحرينية قد أكد لCNN، في وقت سابق، سقوط أربعة قتلى على الأقل في مواجهات الجمعة، وسط تقارير أفادت باندلاع معارك نارية قرب ميدان "اللؤلوة"، فيما شوهد عدد كبير من سيارات الإسعاف تهرع إلى الميدان الواقع بوسط العاصمة البحرينية. وأفاد مسؤول بإدارة الإسعاف وشهود عيان بسقوط عشرات الجرحى، عندما قامت قوات الأمن البحرينية بإطلاق النار على عدد من المتظاهرين المناوئين للحكومة، والذين حاولوا الدخول إلى ميدان "اللؤلوة"، الذي تنتشر فيه قوات الشرطة والجيش. وذكر أحد الشهود لمراسلة CNN، بينما كانت الدماء تغطي ملابسه، أن شخصاً كان يقف بجواره أُصيب برصاصة في رأسه، وأفادت مراسلة الشبكة بسماع صوت إطلاق رصاص كثيف في المنطقة القريبة من ميدان اللؤلؤة. جاءت أحدث المواجهات في المملكة الخليجية بعد قليل من احتشاد آلاف المواطنين لتشييع اثنين من المتظاهرين الذين قضوا أثناء محاولة قوات الأمن البحرينية إخلاء دوار اللؤلؤة، في وقت مبكر من فجر الخميس، والتي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من مائتي جريح، بحسب المصادر الرسمية. وكان المشيعون في منطقة "سترة"، ذات الأغلبية الشيعية، يهتفون ضد الحكومة البحرينية ويحملون أعلاماً سوداء وأعلام البحرين، ويشيرون إلى قوات الأمن بوصفهم "مجرمين." وتصاعدت الأوضاع في البحرين بصورة متسارعة خلال الخميس، حيث قامت قوات الأمن وقوات الدفاع البحرينية باقتحام دوار "اللؤلؤة"، بينما كان يحتشد فيه آلاف المحتجين المناهضين للحكومة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات دامية بين الجانبين. وأسفرت تلك المواجهات عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل، جميعهم من المدنيين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من كلا الجانبين، وفق ما أكدت وزارتا الداخلية والصحة. وقالت قوات الأمن إنها عثرت لدى المتظاهرين على أسلحة نارية وبيضاء ضمت سيوفاً وسكاكين، بالإضافة إلى أعلام حزب الله. وفيما أكد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، عدم الاستعانة بأي قوات من الدول الخليجية لمواجهة الاحتجاجات التي شهدتها المملكة مؤخراً، أعلنت جمعية "الوفاق"، كبرى القوى السياسية للشيعة، انسحابها من البرلمان. وقال رئيس الكتلة "الوفاق" البرلمانية، عبد الجليل خليل، لCNN بالعربية، إن الكتلة قررت الانسحاب من مجلس النواب، احتجاجاً على ما أسماها "الهجمة الشرسة" من قبل قوات الأمن على المحتجين، في دوار "اللؤلؤة" بالعاصمة المنامة. أما وزير الخارجية البحريني، فقال في مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس، في ختام اجتماع الدورة الاستثنائية لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، إن قوة دفاع البحرين، التي نزلت إلى شوارع العاصمة المنامة، لم توجه سلاحها ضد أي من المواطنين. وشدد آل خليفة على أن شيعة البحرين ولاؤهم للمملكة، مشيراً إلى أن هناك "خطاً طائفياً" يفصل بين المجموعات المختلفة التي نزلت إلى الشارع البحريني، وأكد أن تحرك الشرطة جاء بهدف "منع الانزلاق إلى الطائفية." من جانب آخر، نقلت وكالة أنباء البحرين "بنا"، أن وزير الخارجية تلقى اتصالاً هاتفياً مساء الخميس من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أكدت فيه على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين، وعن اهتمام الولاياتالمتحدة بأمن واستقرار البحرين.