جدد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الجمعة، إدانته لاستخدام العنف ضد مسيرات سلمية تطالب بتغييرات سياسية في البحرين، ودعا حكومة المنامة إلى ضبط النفس ومحاسبة المسؤلين عن العنف، في الوقت الذي أصدرت فيه الخارجية الأمريكية بياناً تحذر فيه رعاياها الامتناع عن السفر، غير الضروري، نظراً للأحداث الراهنة التي تشهدها المملكة. وقال أوباما في حديث هاتفي مع ملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، إن استقرار البحرين يعتمد على احترام الحقوق الشاملة لكافة شعب البحرين، وإجراء إصلاحات ذات مغزى والاستجابة لتطلعات كافة الشعب البحريني. وجاء انتقاد الرئيس الأمريكي فيما تستعد جماعات المعارضة في البحرين لتسيير مظاهرة حاشدة السبت، احتجاجاً على لجوء قوات الأمن البحرينية لاستخدام العنف ضد المتظاهرين على مدى يومي الخميس والجمعة، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى. وسقط أربعة قتلى وعشرات الجرحى خلال مواجهات جديدة اندلعت في العاصمة البحرينية المنامة، الجمعة، وفق ما أكدت مصادر بحرينية مطلعة لCNN. ووقعت معظم الإصابات بعدما أطلقت قوات الأمن طلقات والغاز المسيل للدموع ضد عدة مئات من المتظاهرين المناهضين للحكومة وهو يحاولون شق طريقهم إلى "ساحة اللؤلوة"، مركز التجمعات الاحتجاجية في العاصمة المنامة. والمصادمات هي الأحدث ضمن مسيرات احتجاجية انطلقت في هذه الدولة الخليجية منذ الاثنين للمطالبة بتغييرات سياسية. وصرحت مصادر طبية أن أربعة أشخاص، على الأقل، قتلوا، وتلقى 50 مصاباً العلاج الطبي، منهم خمسة أشخاص في حالة حرجة. وترتفع بذلك حصيلة القتلى إلى عشرة، على الأقل، منذ خروج مسيرات شعبية تنادي بالتغيير، الاثنين، ضمن سلسلة مد احتجاجي يجتاح عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على غرار نموذجي تونس ومصر حيث نجح انتفاضات شعبية في الأطاحة بأنظمة حكم البلاد لعقود. وقال مبعوث البحرين الخاص للولايات المتحدة، عبد اللطيف الزياني، إنه إذا استخدمت قوات الأمن البحريني الذخيرة الحية فكانت "على الأرجح طلقات تحذيرية فقط، وقال إن استخدامها للقوة كان نسبياً يتماشى والقانون وكان ضرورياً لأنهم أدوا لإغلاق المحال والاقتصاد يتضرر.. علينا اتخاذ خطوات وهي محكمة بالقانون." وأعترف الزياني أن المتظاهرين لم يستخدموا الذخيرة الحية أثناء المصادمات. وعلى صعيد مواز، دعا ولي عهد البحرين، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، سلمان بن حمد آل خليفة إلى الحوار والهدوء قائلاً في مقابلة تلفزيونية: ""اليوم وقت الجلوس والحوار وليس الكفاح." زكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أطلق، الجمعة، مبادرة للحوار مع المعارضة، من خلال تكليف ولي العهد ونائب القائد الأعلى، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بالحوار مع جميع الأطراف والفئات في المملكة الخليجية. وأفاد عبد الجليل خليل، رئيس الكتلة البرلمانية لجمعية "الوفاق"، كبرى الأحزاب السياسية التي تمثل الشيعة في المملكة، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، بأن الجمعية لم تحسم أمرها بعد بشأن الاستجابة لدعوة العاهل البحريني بالحوار. وقال إن "الأمر الذي نراه على الأرض الآن ليس مؤشراً على الحوار، وإنما مؤشر على وقوع المزيد من العنف"، مشيراً إلى سقوط ما يزيد على 55 جريحاً في المواجهات التي شهدتها المنامة الجمعة، وقال إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين. وجاءت أحدث المواجهات في المملكة الخليجية بعد قليل من احتشاد آلاف المواطنين لتشييع اثنين من المتظاهرين الذين قضوا أثناء محاولة قوات الأمن البحرينية إخلاء دوار اللؤلؤة، في وقت مبكر من فجر الخميس، والتي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من مائتي جريح، بحسب المصادر الرسمية. وتصاعدت الأوضاع في البحرين بصورة متسارعة خلال الخميس، حيث قامت قوات الأمن وقوات الدفاع البحرينية باقتحام دوار "اللؤلؤة"، بينما كان يحتشد فيه آلاف المحتجين المناهضين للحكومة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات دامية بين الجانبين. وأسفرت تلك المواجهات عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل، جميعهم من المدنيين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من كلا الجانبين، وفق ما أكدت وزارتا الداخلية والصحة. وقالت قوات الأمن إنها عثرت لدى المتظاهرين على أسلحة نارية وبيضاء ضمت سيوفاً وسكاكين، بالإضافة إلى أعلام حزب الله. وإلى ذلك، استنكرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، نافي بيلاي، الجمعة ردات الفعل "غير القانونية والمفرطة" التي تعتمدها الحكومات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضد "مطالب مشروعة" للسكان. ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ: "اقلقني تقارير إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين، هذا تطور مثير جداً للقلق" مخاوفنا بشأن هذه الأحداث ومستويات العنف مع الحكومة البحرينية" ودعا الحكومة البحرينية لاتخاذ إجراءات سلمية لمعالجة هموم ومظالم المتظاهرين وعدم الإفراط في استخدام القوة ضدهم."