أكد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، عدم الاستعانة بأي قوات من الدول الخليجية لمواجهة الاحتجاجات التي شهدتها المملكة الخليجية مؤخراً، والتي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل، إضافة إلى عشرات الجرحى. وقال وزير الخارجية البحريني، في مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس، في ختام اجتماع الدورة الاستثنائية لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: إن قوة دفاع البحرين "الجيش البحريني"، التي نزلت إلى شوارع العاصمة المنامة، لم توجه سلاحها ضد أيٍّ من المواطنين. وفيما شدد آل خليفة على أن شيعة البحرين ولاؤهم للمملكة، فقد أشار إلى أنه يوجد "خط طائفي" يفصل بين المجموعات المختلفة التي نزلت إلى الشارع البحريني، وأكد أن تحرك الشرطة جاء بهدف "منع الانزلاق إلى الطائفية". ورداً على سؤال حول أسباب لجوء قوات الأمن البحرينية لاقتحام ميدان اللؤلؤة وتفريق المعتصمين به في وقت مبكر من فجر الخميس، أكد الوزير البحريني أن قوات الأمن كانت قد منحت المحتجين مهلة لإخلاء الميدان، وأضاف أن قوات الأمن لم يكن هدف تحركها هو مهاجمة المحتجين، وإنما كان محاولة لإخلاء الميدان. وفيما أشار آل خليفة إلى "قصة النجاح بين السنة والشيعة" في المملكة، فقد شدد على ضرورة "الحفاظ على مكتسباتنا بمشاركة الجميع"، كما أكد على ضرورة عدم السماح لتعطيل الاقتصاد البحريني. يُذكر أن وزير الخارجية البحريني كان إلى جواره خلال المؤتمر الصحفي كل من وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن بن حمد العطية. من جانب آخر، نقلت وكالة أنباء البحرين "بنا"، أن وزير الخارجية تلقى اتصالاً هاتفياً مساء الخميس من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أكدت فيه على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين، وعن اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بأمن واستقرار مملكة البحرين. وتصاعدت الأوضاع في البحرين بصورة متسارعة خلال الساعات القليلة الماضية، حيث قامت قوات الأمن والدفاع البحرينية باقتحام ميدان "اللؤلؤة" بالعاصمة المنامة، بينما كان يحتشد فيه مئات المحتجين المناهضين للحكومة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات دامية بين الجانبين. وأسفرت تلك المواجهات عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل، جميعهم من المدنيين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من كلا الجانبين، كما دفعت تلك التطورات جمعية "الوفاق"، كبرى القوى السياسية للشيعة، إلى إعلان انسحابها من البرلمان. وقال رئيس الكتلة "الوفاق" البرلمانية، عبد الجليل خليل، لشبكة "سي إن إن": إن الكتلة قررت الانسحاب من مجلس النواب، احتجاجاً على ما أسماها "الهجمة الشرسة" من قبل قوات الأمن على المحتجين، في ميدان "اللؤلؤة" بالعاصمة المنامة. ويشغل نواب كتلة الوفاق نحو 40 في المائة من مقاعد البرلمان، حيث تمتلك الكتلة، التي تُعد كبرى أحزاب المعارضة بالمملكة الخليجية، 18 من بين 40 مقعداً داخل مجلس النواب البحريني.