د.عمار علي حسن 24: الاماراتية مع تصاعد الإرهاب في العالم العربي إلى حد غير مسبوق، بات من الضروري أن نفكر في صياغة مؤشر علمي لقياسه، لنعرف درجاته واتجاهاته ومستوياته، بما يفتح الباب لتحديد رؤى نظرية وخطط عملية لمواجهته. ويمكن أن يكون هذا المؤشر مكون من عشر نقاط، قابلة للزيادة، هي: 1 المدى الزمني: أي المدة الفاصلة بين العملية الإرهابية وأختها، فكلما زادت هذه المدة نقول "الإرهاب يتراجع" والعكس صحيح. 2 الشدة: وهذه النقطة تكمل السابقة، فيمكن أن يكون المدى الزمني بين العملية الإرهابية ولاحقتها كبيرا، لكنها عمليات شديدة في إزهاق الأرواح وتدمير المنشآت. وكلما كانت العمليات شديدة أو "نوعية" نكون أمام إرهاب متزايد بغض النظر عن التباعد الزمني. وعلى النقيض إن كانت عمليات خفيفة لا تخلف قتلى وجرحى كثيرين وتدمير واسع النطاق، نكون أمام تراجع لمستوى الإرهاب. 3 النمطية: أي معرفة ما إذا كانت العمليات الإرهابية تسير على وتيرة واحدة، حيث لا يتبع الإرهابيون أساليب جديدة ومبتكرة ومغايرة في جرائمهم، أم أنهم يجددون فيها فلا تشبه عملية إرهابية أختها، وهذا دليل على مستوى التخطيط والذكاء الإجرامي من عدمه. 4 التوزع الجغرافي: فإذا كانت العمليات الإرهابية محصورة في بقعة جغرافية ضيقة، نكون أمام عمليات محدودة يمكن السيطرة عليها، والعكس صحيح، إن كان الإرهابيون يوزعون عملياتهم على نطاق جغرافي واسع، بما يؤدي إلى تشتت قوى الأمن، ويزيد من التأثير السياسي والاقتصادي لإرهابهم. 5 مدى تحقيق الأهداف: فيمكن أن تتكرر العمليات الإرهابية لكنها لا تحقق الأهداف السياسية والاقتصادية والأمنية التي يسعى إليها الإرهابيون، ويمكن أن يحدث العكس. فالإرهاب لا يرتكب لذاته إنما لأهداف يقصدها الإرهابيون، وتقييمنا لقوة الإرهاب من ضعفه يجب أن تضع في الاعتبار مدى تحقيق مثل هذه الأهداف التي حددها منفذو الإرهاب أو من يمولهم ويقف وراءهم وأعلنوها أو تلك التي نستشفها من قراءة أفكارهم وبياناتهم وتصريحاتهم وطبيعة عملياتهم. 6 التجنيد والتكاثر: والمقصود هنا أن تكون جماعات قد دخلت على خط الأحداث وتبنت عمليات إرهابية، أم أن جماعات بعينها ثابتة وتتكرر هي التي تتبناها. فلو وجدنا أن هناك جماعات أخرى تدخل إلى ساحة الإرهاب نقول "الإرهاب يتزايد" والعكس صحيح، شريطة أن ندقق في هذا الشأن، لأن بعض الجماعات الإرهابية الكبرى تنتحل أسماء جماعات ليس لها وجود وتعلن باسمها العمليات الإرهابية لتضليل الأمن، وخداع الرأي العام. كما يجب أن نأخذ في الاعتبار مدى قدرة الجماعات الموجودة بالفعل على تجنيد عناصر جديدة من عدمه. 7 الإجراءات الوقائية: وهي التصورات والخطط التي تضعها الدولة في سبيل مكافحة الإرهاب، سواء على المديين القريب والمتوسط أو البعيد، وتبدأ بجمع المعلومات ثم الدخول في حرب استباقية ضد الإرهابيين، ويتزامن هذا مع استراتيجية لتطويق الإرهاب وتبديده لها جوانب فكرية واقتصادية واجتماعية وقانونية وأمنية. 8 موقف القاعدة الشعبية: فوقوف الشعب طرفا في الحرب على الإرهاب مسألة مهمة، فليس بوسع الإرهاب أن يهزم سلطة ولا دولة يلتف شعبها حول تصورات وإجراءات لمكافحة الإرهابيين. ومن الخطر أن يقف الشعب على الحياد في المعركة ضد الإرهاب، ولذا من الضروري أن تفعل السلطة دوما ما يرضي الشعب عنها، ويجعل العلاقة بينه وبين السلطة عامرة. 9 الحاضن الاجتماعي: فالإرهاب ليس بوسعه الاستمرار إن كانت البيئة الاجتماعية تلفظه، والعكس صحيح، ولذا علينا أن نقف بدقة على الفروق بين البيئات الحاضنة والمنتجة والموظفة للإرهاب. 10 المواقف الدولية: أي مدى تعاطف الدول الخارجية مع الدولة التي تواجه الإرهاب، وتفهمها للإجراءات التي تتخذها في سبيل مكافحة الإرهاب وتأييدها لها.