مكة أون لاين - السعودية قلنا مراراتٍ عديدة بديدة: إن السلاح الوحيد الذي لا يتقنه التيار المتشدد هو الحوار! ولهذا يفرُّ أسوده من النقاش، وقرع الحجة بالحجة، ودحض الدليل بالدليل، إلى السلاح الوحيد الأوحد الذي يفهمونه، فيستعدون السلطات الرسمية للفتك بالأشخاص (لا الأفكار)، ففريقاً ينقلون، وفريقاً ينزلونه درجة، وفريقاً يفصلون، وفريقاً يحرمونه من مواصلة دراساته العليا، و.. يسجنون فريقاً! ولا تقتصر حرب التشدد (الفاجرة) على العقول التي تلعب على المكشوف، كالكاتب والباحث الفذ (محمد بن علي المحمود)، ابن (جامعة الإمام)، بل إنه لم يسلم حتى الزميل «المكي» (محمد الحمزة)؛ إذ فضح بعض الفساد الإداري في مجمل العمل (الدعوي الخيري)؛ بحكم عمله مسؤولاً مالياً وإدارياً في إحدى الجمعيات الكبرى! وبدل أن يتحققوا من صحة أقواله، وينكروا منكراً بهذا الحجم؛ أبعدوه لاقترافه بعض المخالفات الشرعية؛ كظهوره في التلفاز مع مذيعة متبرجة «اسم الله على بعض قيادات تلك الجمعية»، الذين كانوا في رحلة عمل (دولية)؛ لتوزيع (10) ملايين ريال، تبرع بها فاعل خير سعودي!! هذا بعض ما يخلص إليه الكتاب (كما في العنوان)؛ إذ يستنتج أن الفرق بين أيقونة التشدد وأيقونة الصحوة هو: في نوعية استخدام كلٍّ منهما للسلطة! فبينما تحرك أيقونة التشدد أوراقها في الظل بصمت، تعتمد الصحوة على الإثارة ورفع الصوت وتسليط الأضواء بتكثيف مبالغٍ فيه! وغالباً ما يذهب جهدها أدراج الرياح كما يقول الكتاب أما (الساكت) فهو (سمٌّ ناكت)؛ كما يقول المثل! والكتاب الذي صدر مؤخراً عن دار (طوى) السعودية يتميز عن كثير من الكتب في الموضوع نفسه بأكبر قدر من الحيادية، يؤكد ذلك استخدامه مصطلح (التدين) بدلاً من (التشدد) مثلاً لينأى قدر استطاعته عن مأزق التصنيف المسبق، وليوسع مدى الرؤية؛ فالتدين هو الثقافة السائدة في المجتمع السعودي الطيب الكريم المتسامح أصلاً حسب الكتاب برضو ولولا تشنج بعض الأطراف وفرضها آيديولوجياتها بالقوة لما وصلنا إلى هذا الاحتقان الطافح طائفية ومذهبية وعنصرية! ولما انتشرت في المملكة (فوبيا التغريب) والوصف للكتاب وقيادة المرأة للسيارة، والاختلاط! إنه كتاب المرحلة بحق؛ لعمق تحليله، وشفافية عرضه، وخطورة نتائجه!!