عبدالحليم البراك مكة أون لاين - السعودية كل الذين لا يعرفون السياسيين؛ يتمنون أن يعيشوا حياتهم، وتبدأ قصة السياسي ومعاناته في أول حياته السياسية عندما يخصص سائقا خاصا للعائلة، لأنه لا يملك وقتا لأسرته، ثم خادمة منزلية، ثم خادمتين وسائقا لأن العبء على الزوجة أكثر من طاقتها، ثم ثلاث خادمات، الثالثة لأختها (اللي شايلة همها إذا سافر!) ثم ثلاث خادمات وسائقين اثنين؛ بسبب عراك الأبناء على السائقين من يأتي به أولا من المدرسة!وخلاف أن الأبناء الذين يتقنون اللغة الإنجليزية بطلاقة، وثلاث لغات أخرى مكسّرة، إحداها العربية ثم الفرنسية (لزوم الهياط الاجتماعي) والأنجولية (أول تعيين للسياسي يكون في أفريقيا الوسطى، وهناك لا تتوفر المدارس الإنجليزية أو الأمريكية فيعلمهم في المدارس الحكومية الأفريقية!). ومن معاناتهم، أن كل سياسي هناك من هو (أسيس) منه، يعني أعلى منه في المستوى السياسي، وهذا غالبا من يعمل معه في الليل، وهناك من هو أقل منه، وغالبا ما يعمل معه في النهار، وبهذه المعادلة لا ينام السياسي مطلقا، فهو يعمل في الليل والنهار، وهذا ما يفسر نوم بعض السياسيين (العسافيين) أثناء المؤتمرات، وسامح الله من لامهم!وعندما يخصص السياسي وقتا لأسرته للذهاب للمطعم الذي اعتادوا زيارته دوما، فإن هذا الوقت المخصص لهم، يتقطع بفعل اتصال سري (كل حياتك أصلا سرية) وعاجل (هو فيه شيء بالسياسة مش عاجل؟)، أو مجاملة دبلوماسية سياسية لا يفرط في مَن اتصل به (يعني في وقت أسرته مشغول في عمله!)، والخلاصة الله يعين زوجته وأبناءه، وقد يعتقد البعض أن الحل في إغلاق الجوال، سيظهر جوال آخر في جيبه، بعدها يحلف لزوجته عدم وجود علاقة محرّمة، والحل الثالث؛ إغلاق الجوال الثاني أيضا، ثم يأتي نادل المطعم بجواله الشخصي ويقول له (فلان) يبحث عنك ثم اتصل عليّ وقد توقع وجودك عندنا!وستبقى أبرز معاناة السياسي أنه (مرياع) صدّامي، حتى إذا جاء وقت النحس «الصّحّافّي» هرب لدبي، وترك بغداد تشتعل بمن فيها! وهناك من يتهمه ب»الأرقوز» الراقص على الحبل (علي عبدالله صالحي!) ليحترق وجهه بيد شعبه، ثم يتم الترقيع لخده من مكان ما!عموما، لو خيروك عزيزي القارئ أن تكون سياسيا؛ مع كل هذا القلق، أو موظفا صغيرا في جامعة القصيم، بالتأكيد أنصحك أن تكون سياسيا لأنه فيها «أكشن» وسفر، وجوالان؛ ودع القيم جانبا!! [email protected]