إليكم مجموعة من المواقف في حياتنا اليومية تظهر لكم مدى قوة الاحترام في مجتمعنا، أولها فتاة فتحت كتابها لاستذكار بعض من دروسها استعدادا للاختبارات، ففوجئت برقم غريب يتصل على جوالها، وحالما ردت وجدت أنه شاب «بلا شغلة ولا مشغلة» يسأل عن شخص ما فأكدت له أنه «غلطان» لكنه بادرها بقوله I love you !! أقفلت الفتاة الخط، لكن جوالها لم يتوقف عن الرنين في ذلك اليوم.. صورة أخرى من صور الاحترام، خرجت عائلة لقضاء نزهة جميلة فانزعج الوالد من الاختناقات المرورية والزحمة الشديدة، كانت الأجواء متوترة وأبواق السيارات لا تتوقف، وبعد جهد جهيد عرف الوالد مصدر هذا الزحام وهما شابان مستهتران أوقفا سيارتيهما في وسط الشارع من أجل التحدث معا عن أمور إن تبد لكم تسؤكم! ولم يجرؤ أي كائن أن يكلمهما أو يدخل في جدال معهما نظرا لفخامة سيارتيهما! وهناك مزيد من الاحترام الذي يدعو للسعادة والإشادة، حيث إن مجموعة من الشباب اختلفوا في وجهات النظر وبدأ كل واحد منهم محاولة إقناع الآخر برأيه عبر ألفاظ راقية مثل «إنت ما تعلمني وش أسوي يا....» أو «أسكت يا...!!» أو «إنت ما تفهم يال...» أو «يا.... لا تتفلسف علينا» وغيرها من الألفاظ الجارحة والبذيئة التي يعرفها مع الأسف بعض من شبابنا ومازالوا يبتكرون مزيدا من أمثالها. في الوقت الذي ندعي فيه أننا في مجتمع متراحم متلاحم، وأننا أفضل الشعوب، وأن أخلاق الإسلام نهجنا وأساس تربيتنا وتجري في دمائنا، نجد أن في مجتمعنا العربي بعض الأفراد الذين يفتقرون للاحترام، بل إن مسألة الاحترام أصبحت انتقائية متحيزة لفئة من الناس دون الأخرى، فعندما ترى شخصا تظهر عليه علامات الثراء مثل أن سيارته فارهة أو ساعته من ماركة سويسرية فاخرة أو أن جواله مرصع بالذهب وغيرها من المظاهر الكاذبة، فإنك تظهر له الاحترام والود وتحرص على أن تكون ألفاظك لطيفة، على النقيض عندما تتعامل مع نادل المطعم أو محاسب في إحدى الأسواق أو أحد العمالة أو مواطن عابر تجد نفسك لا تتكلف بابتسامة بسيطة، بل لا ترد السلام، وتتكلم من غير نفس وكأنك متفضل عليه! نحن فشلنا فشلا كبيرا في تطبيق النهج الإسلامي الصحيح الذي يقدم الاحترام والحب والمساواة على كل شيء، نعم فشلنا رضينا أم أبينا.